بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة النضال من أجل تحقيق المبادئ السامية طويلة لا يستطيع أي أحد من الأشخاص العاديين عديمي التجربة ضعاف القلوب ان يستمر فيها حيث طريق محفوفة بالخطر والمعاناة والتعب، تحتاج إلى رجال رواد أوائل مقامرين مغامرين مميزين عن غيرهم في كثير من الصفات لديهم الرغبة في الريادة والقيادة قادرين على التضحية بالنفس والنفيس حتى يستطيعون مواصلة المشوار بدون ملل ولا كلل في سبيل المثل والمبادئ التي يؤمنون بها حتى تتحقق ويصلون مع الوقت إلى الهدف المنشود .
الحياة قصيرة والدنيا فانية مهما طالت والكثيرون لا يضعون في حسبانهم كثيرا من الامور حيث لا خبرة لديهم بل يعتقدون أن المسار سهل قادرين على المضي فيه إلى الأمام يدفعهم الأمل بالفوز والنجاح بدون تخطيط ودراسات وتمويل كبير حتى تتحقق الأحلام وتصبح حقيقة وحقائق ونسوا وتناسوا الأهم قبل المهم وأن العزيمة والصلابة والإيمان بعدالة القضية هي الأساسات القوية للنجاح حيث الحياة مهما أقبلت وزينت وفاح عبيرها لها يوم تتراجع وتتوقف وكأنها لم تكون وبالتالي التوقف النهائي وليس الفشل لأن المشوار توقف بمشيئة الرب الله تعالى وليس نظير اخطاء من البشر .
والمناضل الحقيقى من يضع الخطوط الرئيسية والبصمات الحقيقية لخارطة الطريق والأساس المتين للهدف المطلوب ويبدأ في المشوار ويخطى الخطوات الأولى لطريق الفوز والنجاح حيث مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وفي حالة التوقف لا قدر الله عز وجل لأي أمر كبير جليل يستطيع الذين بعده الإستمرار على النهج للوصول وتحقيق الحلم والامل …
لقد مررت بتجارب كثيرة من خلال رحلة الحياة لمدى 6 عقود من العمل التجاري والعلاقات مع الكثيرين من رجال الاعمال في التجارة والبيع والشراء وعقد الصفقات ونصف المدة الاخيرة في العمل النضالي والسياسة وفي بعض الاحيان تسرح بي الذاكرة وأعتقد في النفس أنني تعلمت وذو خبرة وقاب قوسين للوصول للهدف المنشود والنجاح ونظير تقلبات وظروف معينة صعبة في مسارات الحياة على بعض الاصعدة الدولية والسياسية، أجد النفس في بعض الأمور مازلت بأول الطريق أتعلم…
مررت ببعض الكبوات البسيطة والشديدة نظير عدم الدراية والممارسة كما يقول المثل الشعبي أن لكل فارس كبوة وسقطة مهما وصل من فن وإبداع، وحمدت الله تعالى كثيرا فقد تعلمت منها وزادتني حنكة وصلابة على المضي بقوة شاقا الطريق الصعب بكل تحد وصمود .
الحمد لله رب العالمين على جميع عطاياه الجزيلة فقد عشت وشاهدت الكثير، إمبراطوريات تلاشت وذابت وكأنها لم تكون ولم تظهر وتعيش يوما واحدا من الأيام على ظهر الارض نظير البدايات الأولى لأنها قامت على الدم والظلم وإستعباد المواطن وتسييره إلى اتجاهات معينة منها على سبيل المثال الامبراطورية السوفيتية الشيوعية والكثير من الدول الشرقية التي كانت تدور في فلكها وسياساتها… الامبراطورية الفارسية وسقوط شاه ايران، الامبراطورية الحبشية وسقوط الامبراطور هيلا سيلاسي، غياب الشمس عن الامبراطورية البريطانية التي توارت في جزيرتها بعيدا عن أضواء السياسة وإستعمارها للشعوب العديدة في أماكن كثيرة بالعالم .
من خلال المتابعة والقراءات العديدة للكتب ومتابعة الاخبار في القنوات المرئية والصحف تعلمت الكثير بنفسي من غير مواصلة الدراسة وبالأخص الجامعية حيث كان لا وقت لدي للدراسة بل العمل لإسعاد عائلتي والعاملين معي .
يوم 2011/5/6م
لقاء مهم مع السيد بن صالح في العاصمة واشنطن صاحب ومدير احد الشركات الأمنية بخصوص طلبية الشراء التي تحصلت على القائمة من بنغازي من القيادة، والشركة تتعامل في البيع والتوريد والتوصيل إلى المناطق الساخنة والثورات لجميع المعدات الضرورية المطلوبة للثوار من الألف إلى الياء، والحديث كان طويلا ومهما جداً بالنسبة لنا حيث لا جدال في الاسعار حيث كان البعض منها غاليا جدا ولكن نظير الحاجة الماسة الأرقام لا تهم …
الشركة مستعدة لتوفير معظم الطلبات في أقرب وقت ولكن ينقصنا التمويل والمال مما طلبت مهلة من الوقت للإتصال بمجموعاتنا وهل نستطيع توفير التمويل حتى نستمر في العملية، أم نتوقف ؟؟؟
لقاء مهم مع الرفيق ( ي م ) المقيم فى العاصمة واشنطن امريكا بخصوص موضوع دولة تشاد حيث له علاقات كبيرة مع السفير التشادي السيد محمود بشير الذي كان يود أن يفتح معنا كحزب ليبي جديد على الساحة الليبية باب الحوار وربط الاتصال معنا كثوار للتباحث في مواضيع الحدود القائمة معهم وكيف حمايتها من الإعتداء سواءا عليهم كحكومة من بعض الجماعات المقاتلة المسلحة التشادية المارقين الذين كان يمولهم القذافي طوال الوقت لزعزعة النظام في العاصمة ( نجامينا ) وعدم التمويل والمساندة مستقبلا حتى تستقر المنطقة ونعيش في أمن وسلام كجيران .
ومقابلها تقوم دولة تشاد بحماية ظهر الثورة من الجنوب بحيث لا تتقدم أية قوات إفريقية من المرتزقة المأجورين للنيل من الثورة بزعامة الساعدي القذافي والبعض من رجال الحكم المبعدين أمثال عبدالله السنوسي المطاردين في الدول الأفريقية، حسب الأقاويل والشائعات الذين كانوا يحشدون قوات المرتزقة في النيجر وغيرها للإنقضاض على ليبيا .
وتمت الجلسة الطويلة ودراسة جميع الأبعاد على اللقاء الأول مع السفير التشادي يوم الثلاثاء القادم في السفارة التشادية،، وعند المغرب تم الرجوع إلى مدينة فرجينيا بيتش برا بالسيارة وخلال الرحلة تمت اتصالات هاتفية عديدة لمعرفة ماذا يدور على الساحات القتالية في الوطن من خلال القنوات الثقات في الوطن وعبر العالم .
يوم 2011/5/7م
طوال اليوم في راحة وهدوء حيث طوال الوقت مستمر في الاتصالات الهاتفية أو الاستقبال لها من عديد من الاماكن، وأعلمت العائلة أنني سوف ارجع إلى ليبيا وكانت منزعجة من الذهاب لوحدي مما ارتاحت عندما قلت لها ان هذه المرة سوف يكون معي إبني الاكبر مصطفى كرفيق وحارس شخصي …
وكان على رأس المواضيع الملقاة على عاتقي برغبتي بدون أي تكليف رسمي من أي جهة معتمدة في ليبيا بل التكليف من داخل الروح والنفس شخصيا هو الوازع والهاجس الوطني وحب الوطن بدون حدود لا أحتاج إلى أي إنسان او مسؤول مهما كان حتى يقوم بتوجيهي إلى الدفاع عن الذات والوطن والحصول على المعدات والسلاح بأي ثمن ومن أي جهة حتى تستمر الثورة إلى الامام ولا تتوقف…
والبند الثاني المهم فى اللقاءات العديدة مع كثير من المسؤولين الأجانب شرح القضية العادلة ومدى إستعدادهم للدعم والمساندة، العمل على تقريب وجهات النظر مع دول الجوار وبالأخص الجزائر ودولة تشاد والإعتراف بالمجلس الوطني المؤقت في بنغازي …
كنت أعمل طوال الوقت في شحذ الهمم والدعم المادي للثورة بكل الوسائل المتاحة لدي حتى آخر درهم، لأنني أعرف عن قناعة ويقين ضرورة الصرف والدعم والضخ بجميع الوسائل حتى تنجح الثورة ولا تتوقف تحت اي بند ومهاترات دولية ووقف إطلاق النار للحوار وفرض هدنة .
واهمها من خلال العلاقات القوية مع الكثيرين من الأجانب المهمين في دول عديدة حتى يضغطون على أصحاب القرار في دولهم لتبني القضية الليبية السامية وعدالتها والاعتراف بالمجلس الانتقالي المؤقت في اسرع وقت حيث كل دولة تعترف بالمجلس تكون رصيدا مهما لنا ونصرا كبيرا للقضية .
يوم 2011/5/9م
التأكيد على الميعاد مع السفير التشادي بالغد، الذهاب إلى المكتب لتجهيز اللقاءات في القنوات المرئية السابقة ووضعها مع بعض في أسطوانة واحدة للتوزيع على المعارف والاصدقاء، وقامت زوجة أميل بالنسخ الذي استغرق منها جهدا طوال الوقت،
اتصال مهم من السيد موليجان ونيل من طرف الرئاسة للقاء الساعة 11 صباحا لإيضاح بعض النقاط الضرورية من المطلوبات، وتم اللقاء والحديث الجيد والذي تمخض عنه الكثير من الدعم الضمني المعلن والغير معلن والذي الكثيرون من سواد الشعب والآخرين من العرب والاجانب المتابعين للثورة واحداثها لا يعرفون الأبعاد الحقيقية وحجم المساعدات والدعم السياسي القوى وبالأخص عن الزيارات المتكررة لكثير من المسؤولين الأمريكيين في صفات عديدة كمسؤولين وصحافيين عاديين ورجال مخابرات تابعين لأجهزة ولجان عديدة لمتابعة الاخبار واللقاء مع الكثيرين من الثوار ومدعى الزعامات أشباه الرجال الذين وجدوا سوقا رائجة للقفز على المقدمة والصفوف الأولى، وإستطلاع الرأي العام حتى يكونون فكرة عامة ودقيقة عن ما يجري من أمور في ليبيا الثورة …
يوم الثلاثاء 2011/5/10م
الذهاب إلى مكتب مصطفى للتحضير للسفر برا إلى العاصمة واشنطن، والساعة 11:15 بالضحى خرجنا من مدينة فرجينيا بيتش في سيارة مؤجرة لتركها بالمطار، والغداء في احد المطاعم بمنطقة ( فريدركس برق ) وواصلنا الرحلة إلى العاصمة والمقابلة مع صديقنا السيد ( ي م ) الذي أصر على إستضافتنا والإقامة معه في شقته مما فعلنا !!!
جلسة طويلة مع المضيف في نقاش عام عن الرؤية المستقبلية للثورة وكيف يتم الحديث مع السفير التشادي الذي سوف اتعرف عليه لأول مرة فقد كان التعارف بالسابق عن طريق المكالمات الهاتفية بخصوص المساندة والدعم وشرح وجهات النظر لامتصاص الإحتقان والعداء الذين يمنونه لليبيين لقاء الحرب السابقة على شريط أوزو والذي بعده بسنوات طويلة تنازل عنه القذافي بسهولة عن طريق محكمة العدل الدولية في لاهاي هولندا…
الساعة الرابعة وأربعون دقيقة كنا في طريقنا إلى مقر السفارة التشادية المغلقة عندما وصلنا اليها وتأخر السيد السفير نظير زحمة المرور حتى وصل، وتم التعارف في الحديقة الأمامية حتى وصل احد الموظفين وفتح ابواب السفارة لندخل…
جلسنا بالمكتب الرئيسي في احد الأدوار العالية وكان الحوار جيدا بخصوص العلاقات المستقبلية مع الدولة المسلمة الجارة، والاعتذار عن مساوئ القذافي وتعديه السافر وعن الدم الذي أريق فى الصحراء هباءا منثورا سواءا من الجنود الليبيين الأبرياء الذين شاء سوء الحظ ان يكونون هناك ينفذون الأوامر، أو الجنود التشاديين الذين يدافعون عن تدنيس تراب اراضيهم من محتل غاشم ..
وأننا كليبيين احرار لا نرضى بأن نتعدى على الجيران والمطلوب الآن هو الاعتراف بالمجلس الانتقالي المؤقت ووقف أي مرور لأية قوات سواءا رسمية أو مرتزقة من عبور الحدود والاعتداء على ليبيا .. واذا كان بالإمكان التزويد للثوار ببعض السلاح حتى يستمرون في المقاومة حتى النصر .
وكان رد السيد السفير إيجابيا وأنه شخصيا معنا قلبا وقالبا وسوف يتصل بحكومته وإنتظار الردود واقترح علينا تكوين وفد من المجلس الانتقالي والذهاب إلى العاصمة نجامينا لمقابلة الرئيس والمسؤولين وتوضيح الصورة الجديدة بدلا من الماضي الصورة القاتمة للشعب التشادي عن فظائع والأجرام البربري الذي حل بالضعفاء من الشعب التشادي اثناء سنوات الحرب السوداء واحتلال العاصمة نجامينا .
وسوف يرتب جميع اللقاءات وينتظر وصول وفدنا، ووعدوا خيرا بأننا سوف نتحصل على جميع طلباتنا العادلة، وأهم شئ في حالة وصول الوفد الليبي إلى نجامينا ان يقدمون دعوة زيارة ودية إلى بنغازي ليبيا للرئيس التشادي مما سوف يوافق عليها ويأتي للزيارة مما سوف تكون سابقة لجميع الرؤساء ودعما وتأييدا وإعترافا بالمجلس الحاكم الجديد في دولة ليبيا الجديدة .
كذلك أبدى اهتماما كثيرا بالحزب ليبيا الجديدة لمرحلة ما بعد القذافي وتم الإتفاق على التواصل معه لمصلحة وخير البلدين الجارين المسلمين وأننا سوف مع الود والتواصل البناء والحوار الجاد الصادق سوف تذوب جميع العوائق السابقة العالقة بين الدولتين ونصل إلى تفاهم عام ونترك الصفحات السابقة السوداء ونفتح صفحات أخرى بيضاء .
إنتهت المقابلة وكنت مسرورا اننا فتحنا الباب على مصراعيه مع دولة تشاد ووضعت خارطة الطريق للعلاقات المستقبلية، وأهم شئ انهم تفهموا الثورة الليبية الحقيقية الصادقة وسوف يقفلون الحدود الجنوبية من تسلل المرتزقة مما كان نصرا كبيرا للثورة، ويساعدوننا قدر الإمكان، حيث لديهم ثأر كبير مع القذافي المجرم…
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة…