بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد والشكر لله العظيم على جميع النعم والعطايا التي وهبها وأعطاها لي خلال مسيرة حياة لسبعة عقود ونيف مرت منذ الولادة وخروجي للحياة حتى الآن ... إبتداءا برضائه تعالى والوالدين والرزق الحلال والزوجة الوفية والذرية الصالحة والأحفاد ... حيث الآن في سنوات الكهولة والعجز عن عمل أشياءا كثيرة كما كنت بالسابق نظير تقدم السن وعدة امراض أعاني منها منذ عدة سنوات نتيجة الظروف الامنية الصعبة السابقة تحت الملاحظة والملاحقة في كل خطوة أخطوها... والتي مررت بها بالكثير من الأفراح والأتراح والمعاناة ، مماجعلت مني إنسانا صلبا بقوة الإيمان والعقيدة ولدى تجارب عديدة جعلتني قادرا على تحمل الصعاب من آجل الحياة والعيش بكرامة رافع الرأس وسط الجميع بدون خوف من أي موضوع حدث بالسابق ، مشين سواءا خاصا أم وطنيا حتى تتجه لي الأصابع بالإتهامات ويتم اللوم والحقد والحسد حيث كل ذي صاحب نعمة ناجحا في حياته محسودا من الكثيرين والتي يخاف الانسان المؤمن من العين الضارة الشريرة حتى لا تصيبه نظرات الحسد والحقد وبالأخص من أقرب الناس فهي امتحانات من الله تعالى للعبد على قوة العزيمة والصبر والشكر له على جميع النعم ، أم يصاب بالغرور والكبر نظير ملذات الحياة الدنيوية التي بدون عدد ويتبع النفس اللوامة وخطوات الشيطان الرجيم وينسى الأساس الذي من أجله تم خلقه ومجيئه لهذه الدنيا والحياة ....
الحمد والثناء والشكر لله تعالى على العطايا والهبات الكثيرة والتي عندما يراجع الانسان نفسه يتعب من إحصاءها و عدها حيث نعمه بلا حدود ويعجز عن ذكرها من كثرتها ، إبتداءا برضاه ورضاء الوالدين والصحة والعافية وعلى النجاة من عدم السقوط فى الكثير من المهالك العميقة الكيدية الضارة من الأعداء والخصوم فقد مررت بتجارب عديدة ،، البعض منها قاتلة تؤدي إلى الهلاك لو أصبت بسوء حظ وخطأ بسيط لوقعت في براثن مخالب كلاب اللجان الثورية بالخارج أيام الغربة ولتم القتل والإغتيال غدرا ببساطة.... وهو ما حدث لكثير من المناضلين الذين سقطوا شهداء في الثمانينات من القرن الماضي في دول أوروبا، جهارا في العلن ولم يتم القبض على القتلة من الأجهزة المعنية في الدول الأجنبية نظير المصالح المادية مع نظام الجهل والطاغية وتم ترحيلهم إلى الوطن سجناءا مقيدين تحت الحراسة للتغطية على الرأى العام من التساؤلات عن طريق الرشاوي والمال للبعض من النفوس الضعيفة من المسؤولين الكبار كما حدث من بعض الدول العربية الشقيقة الذين سلموا البعض من رجال ليبيا المعارضين الأحرار لقما سائغة للنظام الغوغائي بسهولة... وتم قتلهم ببساطة نظير التشفي والإنتقام ... و البعض تم تعذيبهم بشدة حتى الموت بدون تهم مؤكدة ثابتة غير الرفض والمعارضة لبقاء الطاغية والنظام ، حيث الوطن للجميع ومن حقنا العيش فيه كرماء سعداء بدون الخوف والرعب حيث هو ليس ملكه وحده... وبرضاء الله الخالق جل جلاله والوالدين لم يصيبني إلا بعض رذاذها من التعب والإرهاق وحرق الأعصاب نتيجة الضغوط الشديدة والمطاردات العديدة في دول كثيرة بالعالم ، حيث أصبحت طريدا مطلوبا للعدالة حيا أو ميتا من نظام غوغائي جماهيري لا يستند على أية أصول ولا دستور ولا قانون ولا محاكمات عادلة وإعطاء الفرص للدفاع عن النفس لأي متهم إن كان مجرما أو بريئا ...
قضيت إثنى عشرة عاما ونيف بالغربة الأولى في وطن النسر رعاة البقر في عز الرعاية والحماية ضمن الأمن والأمان في أبدع الصور التي لا يصدقها العقل الصدأ الذي يحتاج الى صقل وتعليم وفهمو الآتى من دول العالم الثالث التي مازالت شعوبها تعيش في الظلام والبؤس ، وحاول النظام بجميع الوسائل البربرية النيل مني وتمت نجاتي من سبعة محاولات إغتيال بالخارج جميعها معروفة وموثقة لدى الأجهزة الأمنية العديدة، ولما عجز ، تم الطلب عن طريق البوليس الدولي ( الإنتربول ) بترجيعي رسميا إلى ليبيا مقبوضا على لأحاكم على تهم ملفقة من العدالة والقضاء الموجه حسب رغبات وشطحات الطاغية ، لا اساس لها من الصحة في أية ذرة تهمة مهما كانت !!!! ولكن وطن النسر رعاة البقر ليسوا أغبياءا ولا محتاجين حتى يرضخوا لطلبات مخبول ، يعرفون عن يقين أننى بريئ من جميع التهم والدسائس والمؤامرات التي حيكت لي في الخفاء والتي الكثير منها ليس لدي العلم واليقين معتمدا على الله تعالى في كل الخطوات ، كانت تهما كيدية للإرهاب والتعجيز وبث الخوف والرعب في الكثيرين المهاجرين المغتربين حتى لا يرتاحوا ويستقروا في حياتهم الجديدة بآوطان الغير ويصبحوا أشواكا حادة شائكة في حلقه ويفضحوه في جميع المحافل واللقاءات والندوات الدولية عن أعماله الشريرة الدنيئة ، والتي الكثيرون من المهتمين بالقضايا الليبية كانوا لا يعلمونها ولا يعرفون عنها أي شئ ، طي الكتمان في السر والخفاء . حتى قامت المعارضة بالكثير في الاعلام عن كثير من الاسرار الخافية ، وفتحت العيون عليه ...
عندما آن الأوان ولظروف كثيرة خاصة مادية وإلتزامات كثيرة نظير الصرف على المعارضة والتي أضطررت فيها إلى بيع جميع أملاكي الخاصة بالغربة وحصتي في الشركة التي كنت مؤسسها حتى أعيش وتعيش الأسرة رافعا الرأس بدل مد الايادي لأي انسان من أدعياء الأخوة والصداقة من كل من هب ودب حيث لكل جواد أصيل كبوة وبعد ان تم العفو العام عن الجميع المطلوبين من المعارضة بالخارج في خطاب اصبح الصبح عام 1988 م ، قررت المخاطرة والرجوع... وبعدها بثلاث سنوات رجعت للوطن عزيزا مكرما بدون مقايضات وأموال كما فعل الكثيرون للأسف ... وأصبحت تحت عيون النظام في كل خطوة أخطوها ، ولكن تعلمت من دروس الماضي الأمنية أن لا أخطأ وأتهور في أي موضوع حساس وبالأخص ضمن الأمن حتى لا أعطيهم أي سبب كان ولا أي فرصة للنيل مني ... ومع ذلك وبكل الحيطة والخطوات لم يتركوني في حال سبيلي، بل كانوا يطلبون مني الحضور بين الفينة و الأخرى إلى أحد مكاتب الأجهزة الامنية الرئيسية في طرابلس أو بنغازي و يتم القبض والايداع عدة أيام في الحجز والتحقيق المضني كإثبات وجود أنهم يقومون بالعمل وانه لا شيئا خافيا عليهم ، ويطلقون سراحي بعد معاناة من الخوف والرعب حيث لا أدلة ثابتة مؤكدة ولا شهود عيان على الأتهامات الملفقة ... وأقمت في السجن محجوزا عدة مرات وقضيت فترات بسيطة وراء القضبان أنتظر الفرج ... وبرضاة الله تعالى والوالدين أجد من يتعاطف معي من المسؤولين ذوي الضمير في السر حتى لا يلامون ويحاسبون من رؤسائهم ، ويصدر الامر بالإفراج وقفل القضية مؤقتا مما أصبت بأمراض عديدة نظير المعاناة والإرهاق والضغوط ، والحمد لله تعالى على كل شئ حيث تعلمت من المحن الكثيرة الصبر على القضاء والقدر وأنني مظلوم عارفا وعالما ان كل شئ بإذنه تعالى، وأن هذه الامور عبارة عن إمتحانات ودروس، هل أنجح وأجتازها أم. أفشل ؟؟
جميع أبواب العمل التجاري من إستيراد وتصدير أو التقديم في أية عطاءات كمقاولات الحرفة التي أفهمها جيدا وفي مجال إختصاصي كان النحس يلازمني بقدرة قادر واجد نفسي مبعدا ببساطة بدون أي خطأ واضح ولا أحظى بالحصول على العمل مع أنني كنت في بعض الحالات الأول حسب الشروط والمواصفات المطلوبة نظير الخبرة ، مما بعد مجهود كبير وبيع بعض الأراضي والأصول السابقة في الوطن في السر قررت التوقف حتى لا أخسر المزيد ولا يتم الكثير من النزيف بدون حدود وأحمل نفسي المزيد من الديون من الغير ، وعشت على الكفاف طوال عقدين من الزمن، وزادت المصائب بالمنع من السفر خارج الوطن وسحب الجواز السفر الوطني وكان بالإمكان الهرب عن طريق الحدود مرة أخرى حيث لدي جواز سفر أمريكي ولكن رفضت الهرب وقررت البقاء في الوطن لنهاية العمر او يأذن الله تعالى يوما بالسفر وبعد سبعة سنوات من الحجز عن طريق المعارف ودفع بعض المال رشاوي للفاسدين في النظام تحصلت على جواز السفر وكانت أول رحلة بعد مرور عقد من الزمن غائبا عن العائلة لم أحظى فيها بمشاهدة الأولاد إلا من بعض الزيارات السنوية من الزوجة لعدة أسابيع وترجع مرة أخرى بحجج الرعاية والعناية لهم ولا ارتاح وتهدأ النفس حتى أسمع صوتها عبر الهاتف أنها وصلت إلى البيت في الخارج فقد كنت متوقعا في ساعات سفرها من الوطن المنع والتعطيل، فقد حلت مكاني أثناء غيابي وأصبحت هي الأم والأب، ترعى سبعة من الشباب والشابات معظمهم في سن المراهقة في ذلك الوقت، وقامت بالواجب وأكثر في الرعاية والعمل من آجلهم بالجهد والعرق والمخاطرة حتى تم الفرج...
بعد مجهود كبير تمكنت من الحصول على مبلغ كبير من مستحقاتي المؤممة من الدولة كجزءا من التعويض عن الأصول التي أممت وتم الزحف عليها عام 1978 م ... بعد أن تعهدت بدفع مبالغ كبيرة للبعض عن الخدمات الغير منظورة كرشاوي حتى أتحصل على أموالي بسرعة ، وفعلا تم قبض البعض من أصول الشركة من معدات مثبته رسميا ضمن المحاضر العديدة أيام الزحف والتأميم قبل الهرب ومغادرة الوطن ليبيا عبر مطار طرابلس الدولي وكنت وقتها ممنوعا من السفر وإسمي ضمن القوائم والسجلات بالمنع في المطار ، وأعماهم الله تعالى وكان يوم جمعة 1979/3/21م على الخطوط الايطالية في رحلة إلى روما إيطاليا ، في غربة لا أعرف وقتها كم سوف تأخذ من وقت وزمن... حتى آن الأوان ورجعت إلى مطار بنينة بنغازي يوم 1991/3/31م بعد غياب إثنى عشرة عاما وعشرة ايام عن الوطن مطاردا .
بعد أن قبضت المال في شهر نوفمبر 2010 م قبل الثورة على الطاغية حوالي الثلاثة شهور وأصبح المبلغ بالحساب في البنك اوفيت بالوعد للجميع مع أنه كان بالإمكان المماطلة مع البعض وبالاخص المقيمين بالخارج حيث حدثت فروقات كثيرة كبيرة في أسعار الدولار عن الدينار من وقت القبض عدة أضعاف ولكن معتقدا عن يقين أن المال يأتي ويذهب والإسم و كلمة الشرف والتعهدات تبقى خالدة إلى ماشاء الله تعالى... وسددت جميع الديون والإلتزامات السابقة دفعة واحدة في خلال أسبوع من الزمن بدون مماطلة ولا خصم وتحملت جميع الفروق الضخمة للمبالغ الكبيرة نظير الصبر على السنوات العديدة وعدم الضغوط علي بالسداد العاجل او الفضح ، مما جميع الدائنين أصبحوا فرحى بالسداد الكامل مع الشكر على المواقف الرجولية ! وتحررت من هموم الليل ومذلة النهار والتي عشتها سنوات طويلة ، فسبحانك رب العالمين تم الفرج والسعادة والهناء في فترة بسيطة عدة أيام ورجعت لشراييني وعروقي دماء الحياة بعد أن عشت فترة طويلة سنوات عديدة بالسابق أعاني غير قادرا على عمل الكثير نتيجة الهموم والمرض ، لأنني عارفا أنه يوما سوف ارحل بالموت عن هذا العالم المضطرب الذي ضاعت فيه المعايير والثقة وكلمة الشرف والستر ، ولا أريد ترك مآسي من ديون وإلتزامات مدينة للغير من بعدي لأولادي مما يعجزون عن سدادها ، ولا أريد وأرغب في لعنات وسب وشتائم نتيجة الضغوط عليهم والهموم التي سوف يتحملونها كورثة من بعدي وأنا ميتا مقبورا بالقبر ، همي أن أترك الجميع سعداء فالحياة مهما طالت لها نهاية ... والله الموفق
رجب المبروك زعطوط
تتبع في الحلقات الأخرى
No comments:
Post a Comment