بسم الله الرحمن الرحيم
خواطر الغرفة 101
الحلقة الثانية
ساهمت في الكثير من المواضيع والإتصالات رفيعة المستوى مع بعض الدول العربية وعلى رأسها المملكة المغربية، أيام عهد الملك الحسن الثاني ، والجارة مصر أيام عهدالرئيس أنور السادات ، والقيادة الفلسطينية أيام الرئيس ياسر عرفات، ودولة العراق أيام عهد الرئيس صدام حسين... وبعض الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا، وكان التنظيم أحد العوامل المهمة في إغلاق المكتب الشعبي في أمريكا، ولدينا العلم قبلها بعدة شهور، وساهمنا بجميع الجهود حتى لا يزور القذافي مدينة نيويورك ويخطب من على منبر الأمم المتحدة كرئيس لوفد إفريقيا، وقد نجحنا في ذلك الوقت، وأفشلنا الكثير من مخططات القذافي، في السر مع غيرنا من المعارضين حيث كنا نتبادل المعلومات مع بعض الدوائر الأمنية في دول عديدة لنحافظ على رؤوسنا كمهاجرين شرفاء، من أن تطالنا أذرع الطاغية أو تنهشنا كلابه في غفلة .
تعاطفت معنا بعض الدول العربية والغربية وعلى رأسها أمريكا، وعاملونا بشرف كأصحاب قضية وطنية ، ولم يحاولوا الإستغلال كما أشيع عند الكثيرين من البسطاء نظير كذب وتراهات النظام، وأننا عملاء للغرب، وللأسف نحن الليبيون وقتها لم تكن لدينا التجربة السياسية الواسعة ولا الخبرات الكافية للمعارضة حتى نستغل التعاطف للمصلحة العامة، ونصل للهدف بسرعة، بل بتشرذمنا وعدم وحدتنا، وكثرة الكلام والدس من قبل جبناء أشباه رجال خلق فتنا كثيرة بيننا، وإضطررت للتهدئة والتريث وإعادة الحسابات لفترة في شهر يوليو عام 1985 تاركا المجال للغير، طالبا راجيا من الله تعالى لهم التوفيق والنجاح .
في الشهور الأولى من سنة 1985م صدرت نشرة إسمها "الحقيقة" للتشويه من بعض العملاء على إنني عميل للنظام والغرب نظير العلاقة والصداقة والعمل التجاري التي كانت تربطني بالأخ عبدالعالم الغرياني الذي قام بزيارة إلى ليبيا، مما كثر الكلام والشائعات والقيل والقال عنا... وأنا أضحك على العقليات التافهة التي تدور وتدور في مواضيع لا تؤثر على نظام القهر، بل دس فتن في أوساطنا بالغربة والمعارضة حتى نتمزق إلى شراذم بدل أن نتوحد ونجح النظام في ذلك... حيث لديه عقول الإجرام والخبث من جميع أنحاء العالم ، مستشارين مؤجرين للتصدي للمعارضة والتخطيط لهدمها ودمارها، والذي حز بالنفس أن بعض الإخوة والأصدقاء والرفاق، لا حظت أنهم كانوا متحفظين معي في الحديث بعض الأحيان وليسوا مثل السابق قلوبا مفتوحة لا أسرار بيننا... لازمني هذا الشعور فترة طويلة بالنفس غير قادر على التوضيح الكبير وأنا بالداخل أحترق وسلمت الأمر لله عز وجل.
تكالبت الطرقات على الرأس، وبعدها بفترة نشرت جريدة ألمانية إسمها "النجمة" أنني إرهابي مطلوب في العديد من الجرائم والإختلاسات المالية بالوطن وأنني هربت خوفا من الإعتقال، وكلام ودش كثير، مما الكثيرون من أشباه الرجال المتسلقين على أكتاف المعارضة لم يعرفوا السمين من الغث، هل أنا عميل للنظام والغرب، أم معارضا وطنيا غيور؟
وزاد الطين بلل نشرة مجلة الرأي العام من قبرص، صوت النظام المأجورة، بناءا على المجلة الألمانية من دش وتدليس، زادوا الكثير والكثير من المغامرات والجرائم بحيث أصبحت مثل البطل جيمس بوند في الأفلام، والواقع جميعها لا تمت للحقيقة، كذب وتزوير وبهتان... كانوا محتاجين لكبش فداء ضحية حتى يلام عن الأخطاء والفشل في القضاء على المعارضة الوليدة ، من قبل اللجان... واللأسف البعض من قيادي المعارضة عديمي الخبرة والتجربة بنفسيات الرجال ومدى قدراتهم على الصمود والكفاح صدقوا الأمر، بدلا من التقدير والإجلال والإكرام لأعمال التحدي التي قمت بها، بل جنحوا إلى التكالب والنهش والطعن في المصداقية ... مما تركت الأمر والحساب لله تعالى هو العادل والعارف بالأمر.
طاردني النظام بعنف محاولا غلق جميع المنافذ حيث يعلم عن يقين أنني خطر عليه، نظير العمل في الخفاء ولدي العلاقات الكثيرة وسرعة الحركة من مكان لآخر... لم يتوقف عن بث الشائعات وبذر بذور الفتنة التي مع الوقت أينعت عند الكثيرين من أدعياء النضال والمعارضة أشباه الرجال، ووجدوها فرصة لإزاحتي من مسرح الأحداث بالمعارضة وكأنها ملك لهم، وليست إطارا وعنوانا للجميع .
كتبت بعض الورقات أواخر 1986م وسميتها (صرخة حق ) حيث حسب رؤيتي أن المعارضة الليبية في مرحلة إحتقان كبير تمر بعنق زجاجة غير قادرة على الخروج منها، نظير التخبط الأعمى وعدم الدراسات الواقعية على الميدان ووضع الخطط للمستقبل... وشرحت الكثير بالحق وبدون تجني على بعض أدعياء الزعامة وقتها بدون ذكر للأسماء صراحة وفي العلن، وقامت القيامة ضدي، وكنت سعيداً لأنني كنت موفقاً، غضبهم وغيظهم أخرجهم من مكامنهم المختبئين فيها نظير الضعف يدافعون عن أنفسهم، لأن العقول ضحلة والنفوس ضعيفة لا تعترف بالواقع المؤلم على مايدور على الساحة، فقد كنا نحتاج إلى وقفة ومساءلة للنفس والذات ماذا عملنا وماذا حققنا؟؟ وما الذي سوف نعمله حتى نحقق النصر وننجح؟ ولو كانوا شرفاء وواقعيين وصادقين في توجهاتهم، لا يهتمون للأمر ولا يكيدون،، حتى ينتسى مع الوقت ويحاولون الاصلاح للنجاح .
إجتمعت اللجنة المركزية بدون إعلامي ولا حضوري في إجتماع طارىء في بغداد، بنية مبيته من البعض الحاقدين على الإستغناء عني في التنظيم، لأنني قلت الحقيقة العارية، حتى يتم الإصلاح والتوعية للنائمين، وللأسف لم يفهم بعض الرفاق المخلصين والمؤيدين الرسالة وبعد أخذ وعطاء، تم الإتفاق بينهم، أنه بناءا على نشري المنشور الذي يعتبر في نظرهم هدم وإستهزاء على كيفية أداء المعارضة وكأنهم أوصياءا عليها، مع أنه موقعا بإسمي الشخصي وليس بإسم التنظيم تم إعتباره إستقالة مني، وكان وضعي حساساً جداً فمعظم الرفاق في البداية دخلوا للتنظيم عن طريقي وبجهودي الشخصية... وكان بالإمكان الرد عليهم بعنف وفضح الكثير منهم على التجاوزات، ولكن آثرت السكوت حتى لا يتم هدم المزيد، ونظهر أمام الرأي العام أننا ذوو عواطف، ضعفاء وغير مسؤولين وغير قادرين على تحمل المسؤوليات الجسام بالمستقبل .
بالأمس كنت مؤيداً للجميع، وأشكرهم وأدعمهم بكل القوة والإستطاعة والمتاح ضمن قدراتي، واليوم أبدأ في العراك والشماته ونشر الغسيل القذر الذي نرغب ان يكون طي الكتمان... آثرت الهدوء، ليس خوفاً من التحدي والصدام ولكن منعا لفتح جراح قديمة لا تندمل ولا يتم شفاؤها بسرعة... يستغلها النظام وضررها كبيرا على رؤوس الجميع، وفي نفس الوقت أنا أصيل، تربيت على الأخلاق والوفاء وكلمة الشرف التي هي أساس الحياة، لأي إنسان مناضل يريد ويرغب في النصر والفوز والنجاح في المسيرة النضالية .
قدمت على الجنسية الأمريكية مع العائلة، وتحصلنا عليها سنة 1987 م، وكنت صادقا في كل كلمة قلتهاودونتها في المستندات المطلوبة للدولة المضيفة التي شملتني برعايتها وضمتنا لها كبشر من حقنا العيش أحرارا، حيث وجدت الذي أبحث عنه،الأمن والأمان القانون والديمقراطية في أسمى معانيها في الفكر وحرية التعبير والإعلام ضمن القانون، متمنيا يوماً، أن تطبق في ليبيا الجديدة بعد زوال الطغيان وحكم الفرد الطاغية .
في سنة 1987م تقدمت الحكومة الليبية عن طريق البوليس الدولي (الأنتربول) بمذكرة لإعتقالي إلى الحكومة الأمريكية للقبض علي وتسليمي إلى ليبيا... وتم التحقيق في الموضوع بإمعان وتروي من طرف مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) وللتأكيد على البراءة وصحة القول في الإستجواب عرضت علي جهاز كشف الكذب ( البولي غراف) للتأكد من صدقي 8 مرات كاملة ، ونجحت بحمد الله عز وجل لأنني برىء من جميع التهم المنسوبة لي... وتم حفظ القضية حيث لا دلائل وبراهين قوية ضدي موثقة بل إدعاءات كيدية.. وحاول نظام القمع النيل مني وإصطيادي بأي طريقة وإغتيالي وقتلي في سبعة محاولات، في مواقع عديدة بالعالم، وبقدرة الله تعالى نجيت من الموت في آخر اللحظات... مرة في مطار باريس بفرنسا، وثانية في سيول بكوريا، وثالثة بجنيف بسويسرا، ورابعة بفرجينيا بيتش بأمريكا، وخامسة ببرلين وسادسة بفرانكفورت بألمانيا، وغيرها ببعض الدول العربية... حتى عجز ... وضغط على الحكومة الألمانية نظير المصالح المتبادلة في الخفاء والسر على مساندتهم في الإتهام لي بجرائم أنا بعيدا عنها نظير علاقتنا ببعض الألمان المتعاطفين معنا في القضية الوطنية .
بجميع هذه المآسي والأحداث المتلاحقة والمحن، لم أضعف وألين في أي يوم من الأيام لأنني عارف نفسي إنني على الحق، وآليت النفس أن أستمر في المسيرة النضالية إلى آخر نقطة دم وجهد في سبيل القضية الشريفة ، وغير النظام الإستراتيجية إلى أخرى عندما فشل في جميع جهود القبض أو الإغتيال والقتل، وبدأ في الترغيب وعرض الأموال الطائلة عسى أن يسيل اللعاب وكنت وقتها في مسيس الحاجة للمال، بالكاد قادرا على العيش وإعالة العائلة وطابور الأولاد بالغربة، ولم أضعف لأنني لا أريد أن أشوه سمعتي وشرفي ومصداقيتي بمال زهيد مهما كانت الأرقام كبيرة، وأنا الذي كنت يوما ثريا سرقوا مني الملايين بزحف وتأميم كاذب.. من قبل لجان شعبية عوام صعاليك جهلة غير مقدرين الأبعاد المستقبلية والضرر للوطن والأجيال القادمة .
سرحت بالخيال بعيدا وقت الانتظار محاولاً إسترجاع الماضي والأحداث التي مرت وإنتهت، شاعرا بالحسرة مشاهدا في الخيال وجه أمي بالفراش وهي تحتضر بالمساء من الصدمة نظير خبر التأميم يوم1978/9/22م حتى توفاها الله عز وجل (رحمها الله تعالى بالرحمة والمغفرة)، وأقسمت ذاك اليوم أنني لن أتوقف حتى أثأر من النظام العفن طالما أنا حيا أرزق، أتحسر على القتل والسجن للأبرياء الأعزاء في ليبيا وبعد سنوات إغتيال إبن خالي في مانشستر ببريطانيا الطالب أحمد عبدالسلام بورقيعة، والمآسي التي تراكمت على العائلة في ليبيا بسببي، والسجن لأخي الأكبر الحاج صالح عندما رجعت الباخرة من الحج مباشرة إلى ميناء درنة حيث تم القبض عليه وهو مازال على ظهرها عند الرسو على الرصيف . مما سببت له صدمة وهو البريء من غير أن يدخل بيته ويشاهده الجمع الغفير من المستقبلين للتحميد بالوصول، حيث إتهم بأن له دوراً في تهريب الشباب الآخرين من الأسرة، أبناء أخي الثاني الحاج حسن، فتح الله وصلاح ، على الباخرة وقت المغادرة... وكان مريضا ولم تتاح له الفرص حتى يعالج سواءا بالوطن أو بالخارج، وعندما إشتد المرض عليه وأصبح في حالة ميئوس منها الشفاء، سمح له بالعلاج والخروج من السجن التحفظي لدى الأمن الداخلي للمستشفى وهو في الرمق الأخير، حيث تم بتر الرجل مرتين نظير التسوس (الغرغرينا) وإرتفاع داء السكر والضغط في الجسم نظير المرارة، وتوفي بمستشفى الهواري في مدينة بنغازي وحيداً من القهر والغبن وهو مظلوم وتهمته القرابة وسوء الحظ في الرحلة التي هرب فيها الشباب إلى خارج الوطن وهو لا يدرى ولا يعلم.
السجن للأقارب، والد زوجتي، إبن عمي الحاج محمد زعطوط، وإبنه عبدالجليل، خال الأولاد حوالي الشهرين وتهمتهما القرابة القريبة فنحن من عائلة واحدة... والتهديد والوعيد لأي إنسان من المعارف والأقرباء في أي إتصال مهما كان ولو بالهاتف لمجرد السؤال عن الصحة والأحوال فأنها تعلل بأن الإتصال مشفرا وبه معلومات وأسرار.. طرد جميع شباب العائلة من الإنخراط في كليات القوات المسلحة أو الأمن أو أية وظائف مهمة بالدولة، أو منح دراسية لمواصلة العلم في الجامعات في الخارج .... والإرهاب والتحقيق المستمر للعائلة والأصهار وكل من يمت لي بصلة أو رابطة دم، بحيث الجميع خافوا بعدها من أي إتصال معي خوفاً من الملاحقة والتحقيقات التي لا تنتهي بمجرد سؤال بل تؤول إلى أشياء أخرى وسجن وتعذيب لمجرد الإشتباه، لأي واحد منهم .
إنني لست بمجرم خارج عن القانون كما يدعون، ولكن معارض للنظام والطاغية القذافي بشرف وضمير حي، الذي يوما مهما طال الوقت سوف ينتهي من على خريطة الوطن سواءا كنا أحياءا أو موتى! ووقتها في الثمانينات كانت المعارضة الليبية تمر بأحلك أيامها وأسودها من التمزق والتشرذم والتفاهات، والشائعات والقيل والقال على البعض وتسرب العملاء لها نظير عدم الفرز في القبول، الجميع سكارى فقد ضاع الحابل مع النابل والغث مع السمين... وكنت دائم الإيمان بأن الصبر جميل فمن خلال المخاض الرهيب الصعب سوف يأتي الفرج، فلا يضيع حق ووراءه مطالب واحد، وبالأخص عدة ملايين أحرار من الشعب الليبي الوطنيين الشرفاء يطالبون بالحق والعدل والمساواة .
سرح بي الخيال في الغرفة رقم 101 ومرت الساعات الطوال ولم أحس بها ولم أشعر بالجوع، لأن الفكر والجوارح كانت مركزة على الهم والغم في الوطن السليب، حيث لدي الكثير من الأسرار والآهات بالصدر راغبا البوح بها وأفشاؤها للغير الآخرين الوطنيين الليبيين وغيرهم من المتعاطفين معنا حتى يعرفون مدى التضحيات التي الكثيرون لا يعرفون ولا يعلمون عنها أي شئ كان !!!!
سرح بي الخيال مناجياً الرب الخالق أن ينصرنا على الظالم، وأن يوفقنا في النضال، فهي ضريبة الوطن على الجميع، علينا تلبية صوت النفير والنضال بمصداقية والدفاع عن الكرامة والقضاء على الطاغية في أسرع وقت كان... قبل أن نموت وتنتقل الى رحمة الله تعالى بدون ان نفرح بالخلاص.
إستطرد الفكر وسرح الخيال في نقاط عديدة، حتى أفقت من حلم اليقظة، ووجدت نفسي جالساً بغرفتي الصغيرة، أعيش الواقع المرير بعيداً عن الوطن آلاف الأميال، والعائلة والأولاد في ولاية فرجينيا بالشمال الشرقي يبعدون عني الفان من الأميال ينتظرون عودتي ، وعاتبت النفس وتساءلت هل الذنب ذنبي إنني أتيت بالأولاد الصغار للغربة والعيش بدون حنان من الأهل ودفئ الوطن ؟؟ أم ذنب الطاغية المجنون الذي شردنا، وإضطررنا للهرب والهجرة حتى لانسجن أو نعدم، خوفاً على الحياة ، وأصبحنا بدون وطن... أم قدر مقدر في اللوح المحفوظ من اليوم الأول الذي تنسمت فيها الهواء ؟؟
وطمأنت النفس والذات أنه علينا الإذعان وتقبل الأمر فهو قدر، وإسترحت من هذه التخيلات والتساؤلات بقوة الإيمان والصبر، عارفا عالما أن هذه مسيرة مقدرة لنا منذ الأزل بداية الحياة، وإمتحانات رهيبة عن مدى الصمود والتصدي والإيمان بعدالة القضية .
رن جرس الهاتف بالغرفة وتم الاعلام بوصول الضيف الذي كنت في إنتظاره، مما خرجت من الغرفة ، وقابلته في غرفة أخرى مع كامل الثقة فيه ولكن منعا للشك... واستمر الحديث الشيق عدة ساعات وتحصلت منه على معلومات جيدة قيمة تفيدنا في فضح أعوان الطاغية بالخارج وتفسد الكثير من مخططات الشر للنظام... ولما خرج وودعته على الباب بعده بفترة زمنية قليلة كنت فى المطار للسفر عبر مدن هيوستن واطلانطا جورجيا، راجعا إلى البيت في فرجينيا بيتش. والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
السبت 1987/7/18م