بسم الله الرحمن الرحيم
مهما تحدثت عن الوطن ليبيا لن أوفيها الحق ولا الثناء ولا الشكر ، حيث حبها وعشقها ، دم ساخن حار يجري في العروق والشرايين، ففيها ولدت وعشت حياتي مقيما بها حتى اضطررت للهجرة منها مرتين الاولى إثنى عشرة عاما ونيف بالرغم من ارادتي ، نظير الظلم والقهر من دجال الوطن القذافي الطاغية ، الذي إرتحنا من شروره بالخلاص منه بقتله وهلاكه في اكتوبر 2011 م.
رجعت للوطن متحديا يوم 1991/3/31م للعيش به بعد الغياب الطويل وعشت أياما صعبة كلها ترقب خوفا من المجهول آملا في النجاة والنجاح وتركي في حالي حسب العفو العام عن الجميع من المعارضين في خطاب أصبح الصبح ، وقام النظام بالإستدعاء والإستجواب على جرائم ومتاهات حدثت لم اكن طرفا فيها مما عجز عن إتيان الدليل وتم السجن العديد من المرات فترات والمنع من السفر للخارج وزيارة العائلة سنوات عديدة للضغط النفسي والارهاب حتى إنتابتني الامراض التي أعاني من ويلاتها حتى الآن.
وبقدرة الله تعالى ورضاه ورضاء الوالدين تم إخلاء السبيل وعشت تحت المراقبة سنوات عديدة ممنوعا من التجول خارج المنطقة خوفا من الفرار وعدم الرجوع ، والعمل الشريف حيث جميع الأبواب مغلقة في الوجه حتى قامت الثورة وساهمت فيها بالمتاح وقدر الاستطاعة للخلاص من الطاغية.
والآن الهجرة الثانية حوالي نصف السنة غائبا عن الوطن " راجيا ان لا تطول " غير قادر على الرجوع مطمئنا إلى مدينتي درنة المنكوبة من اطراف تتصارع على السلطة والبقاء.... الكثيرون منهم غير معروفين ليسوا ليبيين بل مرتزقة لا يعرف الانسان من الصديق ومن العدو ومن اي جانب ؟؟ حتى يتحاشى ويستطيع العيش بمدينته في ظل المعاناة والخوف من جماعات متخذة من الدين عباءات كتغطية وخداع للاصلاح وهم مجانين تائهين مخدرين بتعاليم ضارة فاسدة لا تتماشى مع ديننا الحنيف الذي يدعو إلى العدل والمساواة وليس الارهاب والقتل وقطع الرؤوس. هؤلاء الخوارج المارقين كان الله تعالى في العون عسى ان يهتدوا ويرجعوا إلى الطريق السوي المستقيم ، بحاجة ماسة للإصلاح والرجوع للحق قبل ان يكونوا دعاة يفرضون وجودهم بالقوة بدون علم غزير في الدين للإفتاء غير القشور مما عاثوا الفساد في الحرث والنسل ، ناسين أن الله تعالى يمهل ولا يهمل...
كان الأمل كبيرا ان ننهض ونتقدم للأمام ولكن تم البلاء والرجس عشعش وكأن غضبا من السماء حل على الوطن الطاهر وبدلا من الصلاح والإصلاح دخلنا في متاهات عديدة وتسلط البعض من أمراء الحرب الجدد بدون خبرات ولا تجارب سياسية على السلطة بأقنعة زائفة مستغلين الدين والثورية كغطاء لتنفيذ مآربهم الخاصة ضمن مخططات كبيرة ظاهرها حسن وجميل وفي الباطن والخفاء الضرر كبير، مثل دس السم الزعاف وسط العسل الشهي مما ابناء الشعب البسطاء الغافلين صدقوا الامور وإعتقدوا انها لصالح الوطن ليبيا والمواطنين ولم يقوموا بأي إعتراض، ولا تحد لهؤلاء؟؟؟
ضاع الوطني المخلص الليبي الغيور على الوطن وسط أدعياء الدين المتشدقين بالصلاح والإصلاح ، ولم يجد المساندة الحقيقية من البعض حتى يجهر بالمعارضة ويعلو صوته للآخرين الغافلين حتى يعرفوا المصائب التى تحاك في السر والعلن ويصبح لديهم العلم حتى يتصدوا للخداع قبل ان يستشري في الأوساط ولا يتركوا الطغمة الجديدة الحاكمة والمسيطرة على الامور نتيجة التحالف مع القوى الخفية والمحلية والعمالة وتستمر في الاخطاء الواحد وراء الآخر نتيجة الطمع في تثبيت انفسهم ومواليهم المناصرين بدون علم ولا فهم ودراية بإدارة الدولة والسياسة ،
في المراكز العالية بالسلطة وقمة الهرم ونهب الاموال ورصيد الدولة، أرزاق المجتمع، بطرق شيطانية يعجز الشيطان نفسه عن إتيانها ، حيث لا حسيب ولا رقيب يتابع ، ناسين متناسين عين الله تعالى الساهرة .
وا أسفاه على الوطن، فقد استبشرنا خيرا بالتمرد والثورة على الطاغية وأن ليبيا سوف تنهض من الوضع البائس وتفوز وتنجح وتتقدم نظير المعاناة الطويلة السابقة والارهاب من قبل نظام الجهل التدجيل والنفاق ، ونتفاجئ بالمصائب الكبيرة والأخطاء القاتلة وطمع الكثيرين من القوى الخفية وأذنابهم المحلية للإستئثار بخيرات الوطن وهم يعلمون مسبقا انهم على غير أساس سليم وركائز ، يوما بإذن الله تعالى مهما طال الوقت والزمن سوف تنتهي وتزال الأورام السرطانية من خريطة ليبيا .
الثروات والكنوز مخبأة في اماكن عديدة بالوطن وبالعالم نظير طموحات مجنون دجال ، والتي البعض منها استغلت من قبل حراسها اللصوص رجال النظام السابق الواصلين من ضمن العائلة والحاشية ، العارفين بها، والتى لولا القوانين الدولية بالمنع ، لتم الاستيلاء على الاموال والكنوز الهائلة التي تم إكتشافها مؤخراً والتصريح بها والمخبأة في جنوب أفريقيا لصك وإصدار عملة جديدة الدينار الافريقي بالذهب ، والابتعاد عن الهيمنة الرأسمالية الامريكية والاوروبية " الدولار الاسترليني واليورو " والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية لتحالف الغرب عليه لهلاكه وإبعاده عن السلطة قبل ان يستمر في الضرر.
الدجال إستغل ثروات الوطن خلال اربعة عقود ونيف لتنفيذ مخططات ومآرب شيطانية واحلام صعبة التحقيق، وترك الشعب الليبي يعاني الفقر والجهل بحيث تراجع عن النهوض والتقدم عقودا عديدة حتى اصبح بآخر الطوابير في التأخر والتخلف امام الآخرين، والشعب الليبي لديه جميع المؤهلات والثروات ، الموقع الجيد والطقس الحسن للنهوض والتقدم .
لكن نظير اهواء حاكم مجنون طاغية فوضوي لا رحمة ولا شفقة يضرب خصومه بيد من حديد ، الشعب رضخ غصبا عنه وركع نظير الارهاب المستمر حيث الآلاف من المواطنين خلال حكم الطاغية دخلوا السجون بتهم باطلة وتم الجلد بالسياط والتعذيب البدني والنفسي الترغيب والترهيب بسبب وبدون اسباب للإدلاء بشهادات وإعترافات زور ليست لها اساسات من الصحة.
الكثيرون استشهدوا تحت التعذيب القاسي والتجويع المتعمد وعدم وجود الأطباء للعلاج والدواء للشفاء والبطاطين لدرء برد الشتاء عن الأجسام المهترئة وسعيد الحظ من خرج بعد سنوات وتم اطلاق السراح له نتيجة دراسات ومخططات خبيثة حتى يرهب الآخرين بالأحاديث المسربة المفجعة عن التعذيب والمعاملة القاسية داخل السجون مما الكثيرون خافوا من ملاقاة نفس المصير الاسود وتواروا في الخلف والخفاء !!
ومذبحة سجن أبوسليم في طرابلس القتل الجماعى خلال ساعات بسيطة شاهدا على ذلك، على الارهاب في أبشع الصور حيث أكثر من الف وثلاثمائة سجينا تم اطلاق الرصاص عليهم بدم بارد قتلى ضحايا وكأنهم حشرات ضارة وليسوا بشرا احرار الوطن ، لهم جذور وعائلات .... ضاع الكثيرون من رجال وشباب ليبيا في حروب عديدة مع الجيران لقاء أحلام مجنون وضاعت البلايين في عمولات للمحاسيب المنتفعين لشراء العتاد والأسلحة من كل مكان نظير شهوة العظمة والتسلط على الضعفاء الابرياء من شعوب المنطقة التي ضاعت هباءا ، نهبت ودمرت في الصحراء وأسلحة الدمار الشامل " الذرة والبيولوجية " التي تم تسليمها طواعية إلى امريكا فترة رئاسة الرئيس " بوش الابن " الذي توعده بالويل والثبور مما خاف وإستسلم ، حتى يضمن عدم الاعتداء والمصير كما حدث لصدام العراق.
دفع البلايين كتعويضات عن ضحايا قضية الطائرة بنام " لوكربي " وغيرها من الجرائم المتهم بها النظام ، حتى يخرس الاصوات المطالبة ويضمن الصمت والسكوت من أهاليهم ، والشعب الليبي لا ناقة له ولا جمل يعاني في الويلات والفقر ، والمنافقين أشباه الرجال فى غيهم سائرون ينافقون الطاغية الدجال مما زاد في الضلال ، يعبون ويأكلون في المال الحرام مما أصبحوا قططا سمان ... المعاناة الحقيقية خلال السنوات الثلاث الماضية بعد الثورة والخلاص من الطاغية ، بدلا من الفرحة العارمة بالنصر والاستمرار في البناء والتشييد للدولة على أسس صحيحة ، تم البلاء من قبل أدعياء الدين وزاد الضيق والارهاب مراحل كثيرة وكبيرة وتم التسلط والقتل الخطف وقطع الرؤوس من الجماعات الاسلامية لكل من يرفض الانصياع للدولة الاسلامية المزعومة المزيفة التي شعارها الارهاب في ابشع المعاني ضد الانسان والإنسانية، القتل المباح والذبح للمتهمين وقطع الرؤوس ببساطة وفى العلن بدون رحمة ولا شفقة ووخز ضمير ، وكإنهم يقومون بعمل سهل وليس القضاء والتصفية الجسدية لارواح بشر مظلومين .
بدلا من نرتاح ونهتم بأنفسنا ونزداد حضارة وسمو ونتقدم إلى الامام تراجعنا خطوات كثيرة للخلف مما توقفت الاعمال وهاجر الكثيرون بعائلاتهم إلى الخارج طالبين النجاة حتى لا يتم الخطف والمساومة او الذبح بدون اسباب وجيهة بدون عدل ولا قوانين غير قوانين الغاب التي تنفذ على الابرياء المتهمين ، معظمها القتل لارضاء نفوسهم الشريرة والنقص في الذات بالمغالاة ، التطرف والافراط في القوة ، الذبح وقطع الرؤوس .
مما الآن بالخارج وبالأخص في دول الجوار اكثر من ثلث الشعب الليبي مهاجرين غرباء يقاسون المعاناة والتعب وشظف العيش غير قادرين على الرجوع للوطن الحبيب حيث لا أمن ولا أمان ، المناوشات مستمرة والحرب قائمة والنهب مستمر ولدينا حكومتان واحدة بالغرب وأخرى بالشرق تتصارعان من اجل البقاء والذى يدفع ويقدم فى الثمن المواطنيين الابرياء ، أليس بأمر مؤسف ومأساة ؟؟
إنها مؤامرة كبيرة على الوطن العربي الإسلامي وفتنة من قبل القوى الخفية لزرع بذور الشك في الأوساط المحلية والعالمية ويخرج على السطح امثال هؤلاء الطغمة القتلة المجرمين الذين يتشدقون بإحياء وصلاح واصلاح الدين وتجديده في نظرهم بالرجوع للخلف وتطبيق حكم السلف بدون تطوير مما يدل على التخلف والجهل ، متناسين أن الدين الإسلامي دين نور وعلم ، اول كلمة نزلت وحيا من الله تعالى كلمة " إقرء " على الرسول محمد عليه السلام تحث على العلم وتحصيله حتى يستنير الانسان ويسمو ويتحضر بدل الجهل والتخلف ، دين عدل ومساواة ، دين اخلاق حميدة ، الرسول عليه الصلاة والسلام قال في احد الأحاديث " إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق " .... دين ترغيب للهداية والإيمان بالواحد الأحد وليس دين ترهيب وإرهاب للبشر ،
لابسين عباءات الدين كغطاء وهم نفايات الامة العربية الاسلامية الذين لو قام الباحثون بالبحث والتدقيق ، سوف يجدون أن زعماؤهم وقادتهم اصولهم وجذورهم العائلية ترجع إلى الشر من طوائف عبدة الشيطان الرجيم والعلمانيين الذين لا يؤمنون بوجود الرب الخالق ، لحرب دين الاسلام ومحاولة تشويهه والقضاء عليه بأي وسيلة حتى يبتعد ضعاف الايمان عن الطريق السوي ... هؤلاء المجرمين الارهابيين قاطعي الرؤوس ظلما بدون رحمة ولا شفقة نظير الجهل والتخلف وعدم التطور مع الزمن للصالح العام ، وإتباع خطوات الشيطان الرجيم تاركين عبادة الله تعالى الواحد الأحد ناسين ومتناسين ان الأعمار قصيرة مهما ظلوا أحياءا ، يوما سوف يموتون و يحاسبون الحساب العسير .
وطننا ليبيا طاهرة منذ الازل ولطالما شاهدت ورأت من افراح وسعادة وسرور ، وأتراح وكوارث ومصائب ومرت عليها عبر الزمن حروب وثورات ، تمرد ودم وداستها اقدام الجيوش الغازية الصديقة والعدوة من جميع الجهات عبر التاريخ ، ستظل ليبيا حية لن تموت شامخة إلى الابد ،وهذه الامور الشيطانية اليوم عبارة عن سحابة عابرة ، مرحلة سوداء مخلفات النظام الجماهيري الفاسد سوف تنتهي وتموت للأبد.
وأسفاه على البعض ضعاف النفوس من الازلام والطحالب المنافقين المندسين في الاوساط بيننا، الذين يتشدقون بذكرى الدجال المقبور ، يتمنون عودة النظام الفوضوي الجماهيري بأي ثمن لقاء الأمن والأمان في زعمهم ناسين الجرائم والفساد والإفساد للذمم على جميع المستويات التي حدثت ، ناسين متناسين انه من يوم الانقلاب الاسود وحلول الدجال على قمة السلطة ورأس الهرم ، وليبيا كل يوم تتقهقر للوراء حتى بعد موته وهلاكه لم ننجو من الشر ، وصلنا إلى هذا الحال المفجع المؤسف إلى الحضيض والقاع ، والذي أجيالنا الحالية تدفع الثمن الغالي ، القتل والدم نظير التخلف والجهل.
لقد سردت بعض أحداث الماضي الشنيعة كعبر ودروس عسى ان نتعلم ونفهم ان الماضي لن يرجع فقد مضى إلى غير رجعة ، علينا بالاهتمام بالحاضر وعن وضعنا البائس وكيف نتقدم وننهض ونتطلع للمستقبل في العيش في سلام وأمن وأمان مع الجميع من البشر ،
المعاناة والحرب الاهلية والمناوشات وسقوط الضحايا قتلى وجرحى الظالم مع المظلوم وضياع الثروات هباءا منثورا ، بإذن الله تعالى سوف يخرج على السطح الوطنيين الاقوياء من خلال الصراع ورحم الضيق والخوف والمعاناة ، ذوي العزم والقوة على شد اللجام وحكم ليبيا بأمانة وصدق ضمن العدل والمساواة ، وتطهير الوطن من هؤلاء الفاسدين المفسدين والخروج به إلى الضياء والنور ، وأنا متأكدا من خلال الاحداث التى حدثت نظير الدس والفتن إلى الآن والصراع الدموي بين الأخوة على السلطة والبقاء فيها وقراءة التاريخ الحديث والقديم ، مؤمنا أنه لا شئ يستمر بل له موت ونهاية ، ولا يدوم الحال الصعب للأبد ، الدائرة تدور مهما طال الوقت والضيق والمعاناة... بالصبر والعمل الجاد يأتي الفرج ، وسوف تزول الغموم والهموم من على كاهل الوطن وتصبح في مزبلة التاريخ عبر الزمن ذكرى وذكريات حكايات ودروس وعبر لمن يفهم ويتعظ .
في يوم من الايام سنقول انه كان بالماضي في وطننا ليبيا، احداث جسام ، نكبات وفواجع وأحزان ،قتل بدون سبب وقطع رؤوس بسهولة من البعض الادعياء المجرمين المتزمتين الذين عاثوا الفساد والجرائم باسم الدين وهو براء منهم والذين اجرموا في حق الوطن والجميع ، وفي الأخير حيث لا يصح الا الصحيح ، وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل ... والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment