بسم الله الرحمن الرحيم
قضيت عدة ايام في بنغازي في اللقاءات والتواصل مع الكثيرين من الأحرار رجال الأعمال والتجار وغيرهم من الفئات الخيرة لخدمة الثورة طواعية والمساهمة بالغالي وبجميع الجهد والقدرات حسب الإستطاعة، متطلعا مع غيري من الجماهير الأحرار الأبرياء المظلومين إلى الفوز والنجاح في أقرب فرصة... كانت نظير قوة العزم وشدة الإصرار على تحقيق النصر على الطاغية وتمزيق ورمي كتابه الأخضر في براميل نفايات وقمامة التاريخ إلى الأبد، على أمل أن نعيش المستقبل في سعادة وديموقراطية ونتطور إلى الأمام حيث لدينا جميع المعطيات والمؤهلات والثروات من نفط وغاز و معالم سياحية مشهورة وغيرها... كما لدينا أيضاً العقول النيرة لخدمة الوطن بإخلاص لو تتاح لهم الفرص الشريفة للوصول لمراكز أصحاب القرار وللعمل والفوز والنجاح من عطايا ونعم الله تعالى التي بلا عدد و بلا حدود، إبتداءا بالطقس المعتدل الجميل طوال فصول السنة الأربعة بدون أعاصير أو كوارث طبيعية كما يحدث للكثيرين من دول العالم المنكوبة التي تعاني منها بإستمرار ... والموقع الجيد الفريد ذو المساحة الكبيرة المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالا بحوالي 2200 كم ، المليئ بالآثار من الحضارات السابقة الجرمانتية في الجنوب الصحراء والإغريقية والرومانية والقرطاجية في معظم أرض ليبيا منذ الآف السنين التي ممكن إستغلالها للسياحة العالمية... والباب الخلفي لإوروبا للوصول والتواصل مع قارة أفريقيا، في التجارة وتبادل السلع وقلة تعداد أبناء الشعب الليبي الطيب الذي تلوث بالفساد والإفساد والخبث خلال عهد الجماهير الغوغائي الذي مر من حكم جائر على مدى 42 عاما والثروات الخيالية الطبيعية التي حبانا بها الله عز وجل بلا منن والتي الكثير منها لم تكتشف وتستخرج بعد للنور حتى يزداد الدخل والثراء للمجتمع.
أقمنا في فندق أوزو بصعوبة بعد أن تم الحجز عن طريق المعارف والواسطات لأننا لم نجد أية غرف للإقامة بأي وسيلة في فندق تيبستي تحت أي صورة كانت فقد كان محجوزا بكامله وقتها لأعضاء الحكومة الجديدة ومعاونيهم والوفود من داخل الوطن من شيوخ ورؤساء العشائر القبلية والشرائح المختلفة وممثليهم القادمين من الغرب والجنوب الذين كانوا يبايعون ويؤيدون المجلس الإنتقالي قلبا وقالبا في جميع التصورات والخطوات الهادفة للمصلحة العامة في لقاءات واجتماعات مكثفة وتلاحم غريب عجيب في التركيز على وحدة ليبيا من أي هزات وخلل خوفا من التقسيم إلى دويلات قزمية شرقا وغربا وجنوبا كما يرغب البعض من الجهلة الأغبياء العملاء نظير المصالح والجهوية ، وبعض دول الجوار والأشقاء العرب الممولين للفتن للتقسيم من دول الخليج حتى لاتنهض ليبيا ولا تنافس وجودهم مما جعلت الوطنين الأحرار المتابعين للأمور السياسية مرتاحين فرحى سعداء في توجهات المستقبل الآتي القريب بعد سقوط الطاغية والقضاء عليه نهائيا والنصر.
الصراع المميت الشرس مستمر مع قواته الموالية له وأعوانه من المرتزقة الذين مازالوا يقاومون بشراسة بناءا على أوامره وتعليماته من غير معرفة مكان وجوده حيث ينتقل ويهرب من مكان إلى آخر مثل الفأر المذعور بإستمرار في السر والخفاء للتعمية وصعوبة التتبع والعثور عليه من الثوار للقصاص ، فسبحانك رب العالمين بعدما أن كان يصول ويجول متكبرا مغرورا بالأمس يتوعد أبناء الشعب الأبرياء بملاحقتهم زنقة زنقة ودار دار للإنتقام ، أصبح مجرما مطاردا بعنف من الثوار ، مما جعلت الكثيرين من أعوانه في شد وجذب وبالأخص ضعاف القلوب من الطحالب والأزلام من اللجان الثورية و اصحاب المناصب المسؤولين الكبار خوفا من غضب وهياج جماهير الشارع والإنتقام الفوري بالتعدي والضرب والقتل ، أو الأسر والقبض والإيداع بالسجون ومحاكماتهم نظير أعمالهم وتصرفاتهم السابقة المشينة في خدمة النظام الأهوج ضد أبناء الشعب البسطاء الأبرياء، ظانيين أن النظام الجماهيري اللعين باقيا لا يتغير ولا ينتهي إلى الأبد مثل العادة بالقمع الشديد، وبالأخص في بدايات التمرد والثورة عندما إشتدت وزاد لهيبها فى جميع ربوع الوطن فجأة من غير حسابات للصد والقمع بسرعة لها كما كان يعمل بالسابق في قمع التمرد والثورات الحصار لمنطقة الشغب فقط لوحدها وضربها بيد من حديد حتى تصبح عبرة لغيرها ولا يزداد ويصل اللهب والإنتشار لدى الآخرين نظير تراكمات السنين من الظلم والعسف ، مما الكثيرون من الطحالب والأزلام سعوا بجميع الجهد بسرعة في القفز والهرب من السفينة التي كانت على وشك الغرق وتأمين نقل عائلاتهم وأموالهم المغتصبة بالمليارات من الحسابات والأصول المجمدة من خزينة الشعب إلى دول الجوار وأوروبا وغيرها في العالم الفسيح على أمل أن تنتهى الغمة والتمرد بسرعة في نظرهم والرجوع بعد فترة من الزمن والإنتقام .
أثناء الإقامة في الفندق أوزو القصيرة كنت معظم الوقت أتردد على فندق تيبيستي، المطبخ السياسي في المنطقة الشرقية، حيث هو المركز العام لوجود معظم الوفود المحلية والأجنبية والنزلاء و التي تحاك فيه الأخبار الطازجة والشائعات تطبخ وتدور عن تطورات وسير المعارك في جميع أنحاء الوطن بالمنطقة الوسطى والغربية والجنوب مما الانسان يدور تائها ضمن دوائر وحلقات ومبالغات في السرد معظمها فارغة كاذبة ومزورة بدون أي معلومات أكيدة صحيحة موثقة تتوالى وراء بعضها بدون توقف من الفرح والحبور على الانتصارات والبطولات والحزن والعزاء على فقد الشهداء الضحايا والخراب والدمار الذي حل للوطن، ولا يستطيع الوطني الغيور الفرز بين السمين من الغث من كثرتها يوميا مهما حاول وعمل ، فقد كثر الكلام وترددت الشائعات ، والكذب وجد سوقا رائجة لبث الدسائس والإشاعات المغرضة فى الأوساط المتعطشة للسماع.
في الفندق أوزو أصبت بمرض جلدي غريب مؤلم في القدم الشمال مازلت أعاني من أثره إلى الآن، من عدم نظافة الأسرة والبطاطين، وكنا في فترة شتاء وبرد مضطرين لإستعمالها حيث لا تدفئة ولا بديل للتغيير، والعمالة الأجنبية غير متوفرة للخدمات والغسيل والتغيير اليومي حسب العادة المتبعة في ادارة الفنادق... وبدأ النقص الشديد في الكثير من المتطلبات وعلى رأسها العناية الطبية والعلاج السليم وأنواعا عديدة مهمة من الدواء الذي الكثيرون من المرضى بحاجة ماسة له يتلاشى بسرعة من أرفف الصيدليات بحجج الثورة فنحن في حالة حرب شرسة كر وفر ... مما تعبت كثيرا في العلاج والتردد على الأطباء في كل مكان حللت فيه في سفرياتي في دول العالم الفسيح والتي مررت بها في الترحال والحصول على الدواء الغير متوفرا في الوطن للمداواة والإستعمال حتى تم بعض الشفاء وتوقف التآكل والألم.
كانت تلك الأيام والشهور النضالية أيام التمرد والثورة من أجمل أيام العمر التي مرت بى في التضحيات والمغامرات، لم أتقاعس عن المساهمة فيها بكل ماأملك من مال وطاقات وجهد ليل نهار وعلاقات كبيرة مع رجال الأعمال الأجانب التي تربطني بهم صلات ثقة وصداقة وثيقة منذ سنين عديدة في الخارج الذين لهم العلاقات الواسعة مع مسؤولي دولهم مما سهلت لي المهمة في الحصول على المعلومات الجيدة لخدمة الثورة وطلب الدعم والمساندة ولو المعنوية من دول عديدة من وراء الستار ... وكان معي أحد أبنائي كرفيق يهتم بي و يعاونني في كل مهمة وحركة متوالية وسفر وترحال من مكان إلى آخر مؤمنا بالصراع الكبير الشرس الذي يجري ويحدث أننا كأحرار ليبيا الجنود المجهولين في الخفاء ووراء الستار، لنا الدور الكبير في العون والمساندة، حيث بالنسبة لنا هدفنا نجاح الثورة حيث حياة أو موت وشهادة من أجل الفوز والانتصار والهم كان مركزا على الخلاص من الطاغية بأي وسيلة كانت وفي أقرب وقت القضاء والبتر للورم السرطاني الخبيث النظام الجماهيري الأخضر اللعين وجثه من الأساس من أرض الوطن للأبد حتى نستنشق الأنفاس وهواء الحرية ونرتاح وننهض.
والميزة الكبيرة فى عز الثورة والقتال والضحايا وسقوط الشهداء والدم الزكي الذي ينساب بلا حساب، كان الحر الوطني الثائر أو مواليا ومؤيدا للثورة يستطيع التنقل والارتحال بحرية وسهولة بدون خوف ولا رعب ولا مضايقات في أمان من مكان إلى آخر في مدن الشرق حيث تحررت من براثن النظام الشرسة والظلام من الأيام الأولى للثورة، من غير أية مضايقات كانت من حواجز للثوار والأمن العشوائية خوفا من تسرب العملاء او المرتزقة وضرب الثورة من الخلف وبالأخص في مداخل ومخارج القرى والبلدات والمدن التي كانت من غير نظام عشوائيا، الموجودة لتأمين نجاح الثورة بالعشرات على الطرق البرية من الحدود الشرقية ،إمساعد، إلى مدينة إجدابيا، غرب مدينة بنغازي بحوالى 160 كم ، حيث تبدأ خطوط التلاحم والمواجهات والمعارك المستمرة مع قوات الطاغية ، وقوات الثوار في كر وفر متواصل حسب القدرات والعتاد والمناورات الحربية التي تتطلب التقدم والتراجع بدون أي نوع من الإحباط للوصول في أسرع وقت وإحتلال مدينة سرت التي تعتبر قلعته الحصينة ، وإحتلالها يشل قواه وتفكيره الشيطاني يتذبذب وينتهي ويتلاشى من قوة الصدمة إيذانا بالنهاية عن قريب.
أعماه الله تعالى وحفر قبره بيده عندما لجأ لها وتحصن فيها، وهو يدعي الذكاء وحبك المؤامرات ضد الغير من. دول وأفراد ولم يفكر فى بدائل أخرى تنقذ جلده وحياته فى اللحظات الأخيرة حتى ينجى من الحصار من ثوار أشاوس مغاوير طالبين الشهادة والموت من أجل الوطن يتحرقون شوقا لأسره ... أمنياتهم القبض عليه والتشفى والإنتقام لجميع المخازي الشائنة التي حدثت أيام عهده الفاسد، وقتله بوحشية أثناء الفوضى والفرحة والتمثيل بالجسد البائس ، ثأرا على تعذيب و قتل الأبرياء الضحايا وسنوات حكمه اللعينة العجاف الذي أصبح فيها الشعب الليبي محط حقول تجارب وخداع، ومساندة الإرهاب العالمي في العلن، بدون حساب ولا عقاب من الدول الكبرى المعنية نظير التعاون والعمالة والمصالح .
تمت اللقاءات عدة مرات مع السيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الإنتقالي في بنغازي وعلى طريق شحات وسوسة الذي أعطاني رقم هاتفين أحدهما هاتفه النقال الخاص و في حالة عدم الرد لأي ظرف كان نظير سفرياته العديدة والإجتماعات المكثفة ليل نهار مع الوفود المحلية والخارجية الإتصال بالرقم الآخر الوسيط للرد البديل عن طريق أحد أصدقائه الثقات كحلقة الاتصال المقيم في مدينة البيضاء حيث يعرف كيف يصل له بسرعة لنقل الرسائل الشفهية في حالة الضرورة القصوى والطوارئ، وكان الوسيط نعم الانسان الفاضل الوقور الذي كان أحد رجال العهد الملكي السابق فقد تعرفت به عن قرب قبل الثورة والتمرد بفترة قليلة وبعدها زرته العديد من المرات في بيته، زيارات قصيرة، للإستشارة وإبلاغه بالمعلومات المهمة بماذا يدور لطرحها شفهيا نهاية كل أسبوع للسيد مصطفى عبد الجليل أثناء زيارته الدورية لعائلته في مدينة البيضاء بدلا من الحديث عبر الهاتف بأي صورة كانت الذي كان مؤكدا أن هواتفه تحت المراقبة من بعض الجهات الخفية وأصبحت بيننا محبة ومودة خاصة وإحتراما كبيرا نظير العمل والواجب تجاه الوطن...
قررنا السفر إلى أمريكا وسافرنا عن طريق طائرة نقل المرضى الجرحى كالعادة الى تونس ومنها الى العاصمة واشنطن دي سي عن طريق فرانكفورت ألمانيا وقابلنا الوسيط الأجنبي لمتابعة الامور المستعجلة والذي تم عن طريقه تقديمنا لشركة أمنية خاصة تعمل تحت ظل الدولة وبعلمها ومباركتها التابعة لها على ماأعتقد حتى لا يتعرضون الى المسائلة في حالة أي أخطاء ومجازفات قد ترتكب لا تتماشى مع القانون والحدود الذي يحتاجون لوقت طويل للحصول على الموافقة على بعض المواضيع لسرعة الإنجاز، ومن خلال اللقاءات العديدة والاجتماعات المكثفة في أماكن مختلفة وبيوت آمنة يصعب متابعتها من أية أطراف غريبة قد تتابع وتراقب ، والذين نجحت مبدئيا فى المهمة حيث أبدوا جميع الاستعداد لإرسال فريق من عندهم لتدريب الثوار المميزين بعد الفرز السريع من طرفهم وبناء قوة جديدة صغيرة العدد لمساندة الجيش الرسمي القائم الذي تضعضع وتخلخل من قيام الثورة وضاع الربط والضبط والحزم فيه، ويصبح النواة الأولى لجيش المستقبل على أرقى مستويات التدريب وتزويده بجميع المتطلبات من معدات وأسلحة ومهمات الإتصالات والمواصلات الضرورية للتنقل الصحراوي بالطاويات ذات الدفع الرباعي وإدارة المعارك على الطرق الحديثة وترصد الطاغية في هروبه المتواصل عن طريق الأقمار الصناعية والإرشاد عليه حتى يتم القضاء عليه بأياد ليبية تم تدريبها بسرعة من طرفهم مقابل دفع مبلغ مالي نظير خدماتهم وتسديد فواتير المعدات والمهمات... مما قمت بزيارة سريعة الى الوطن لمزيد من التوثيق وتم الاتفاق مع ممثلى الشركة بأن يتم بعث عدة خبراء كإعلاميين عن طريق تونس و في حالة عدم توفر المواصلات للنقل جوا إلى بنغازي ليبيا ، كانت الخطة البديلة السفر بالبر عن طريق مصر عبر الحدود الشرقية إلى بنغازي لدراسة الموضوع على الطبيعة وارض الواقع ومقابلة المسؤولين عن الثورة والحكم من أصحاب إتخاذ القرار للإتفاق النهائي خلال وقت قصير مما تمت الاتصالات من جانبي مع ليبيا خطوة بخطوة وتحصلت على موافقة المجئ بالوفد وقمت بالترحال والسفر والإنتظار الممل عدة أيام في تونس في سرية كبيرة لوصول الفريق !!!!!! والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع...
أقمنا في فندق أوزو بصعوبة بعد أن تم الحجز عن طريق المعارف والواسطات لأننا لم نجد أية غرف للإقامة بأي وسيلة في فندق تيبستي تحت أي صورة كانت فقد كان محجوزا بكامله وقتها لأعضاء الحكومة الجديدة ومعاونيهم والوفود من داخل الوطن من شيوخ ورؤساء العشائر القبلية والشرائح المختلفة وممثليهم القادمين من الغرب والجنوب الذين كانوا يبايعون ويؤيدون المجلس الإنتقالي قلبا وقالبا في جميع التصورات والخطوات الهادفة للمصلحة العامة في لقاءات واجتماعات مكثفة وتلاحم غريب عجيب في التركيز على وحدة ليبيا من أي هزات وخلل خوفا من التقسيم إلى دويلات قزمية شرقا وغربا وجنوبا كما يرغب البعض من الجهلة الأغبياء العملاء نظير المصالح والجهوية ، وبعض دول الجوار والأشقاء العرب الممولين للفتن للتقسيم من دول الخليج حتى لاتنهض ليبيا ولا تنافس وجودهم مما جعلت الوطنين الأحرار المتابعين للأمور السياسية مرتاحين فرحى سعداء في توجهات المستقبل الآتي القريب بعد سقوط الطاغية والقضاء عليه نهائيا والنصر.
الصراع المميت الشرس مستمر مع قواته الموالية له وأعوانه من المرتزقة الذين مازالوا يقاومون بشراسة بناءا على أوامره وتعليماته من غير معرفة مكان وجوده حيث ينتقل ويهرب من مكان إلى آخر مثل الفأر المذعور بإستمرار في السر والخفاء للتعمية وصعوبة التتبع والعثور عليه من الثوار للقصاص ، فسبحانك رب العالمين بعدما أن كان يصول ويجول متكبرا مغرورا بالأمس يتوعد أبناء الشعب الأبرياء بملاحقتهم زنقة زنقة ودار دار للإنتقام ، أصبح مجرما مطاردا بعنف من الثوار ، مما جعلت الكثيرين من أعوانه في شد وجذب وبالأخص ضعاف القلوب من الطحالب والأزلام من اللجان الثورية و اصحاب المناصب المسؤولين الكبار خوفا من غضب وهياج جماهير الشارع والإنتقام الفوري بالتعدي والضرب والقتل ، أو الأسر والقبض والإيداع بالسجون ومحاكماتهم نظير أعمالهم وتصرفاتهم السابقة المشينة في خدمة النظام الأهوج ضد أبناء الشعب البسطاء الأبرياء، ظانيين أن النظام الجماهيري اللعين باقيا لا يتغير ولا ينتهي إلى الأبد مثل العادة بالقمع الشديد، وبالأخص في بدايات التمرد والثورة عندما إشتدت وزاد لهيبها فى جميع ربوع الوطن فجأة من غير حسابات للصد والقمع بسرعة لها كما كان يعمل بالسابق في قمع التمرد والثورات الحصار لمنطقة الشغب فقط لوحدها وضربها بيد من حديد حتى تصبح عبرة لغيرها ولا يزداد ويصل اللهب والإنتشار لدى الآخرين نظير تراكمات السنين من الظلم والعسف ، مما الكثيرون من الطحالب والأزلام سعوا بجميع الجهد بسرعة في القفز والهرب من السفينة التي كانت على وشك الغرق وتأمين نقل عائلاتهم وأموالهم المغتصبة بالمليارات من الحسابات والأصول المجمدة من خزينة الشعب إلى دول الجوار وأوروبا وغيرها في العالم الفسيح على أمل أن تنتهى الغمة والتمرد بسرعة في نظرهم والرجوع بعد فترة من الزمن والإنتقام .
أثناء الإقامة في الفندق أوزو القصيرة كنت معظم الوقت أتردد على فندق تيبيستي، المطبخ السياسي في المنطقة الشرقية، حيث هو المركز العام لوجود معظم الوفود المحلية والأجنبية والنزلاء و التي تحاك فيه الأخبار الطازجة والشائعات تطبخ وتدور عن تطورات وسير المعارك في جميع أنحاء الوطن بالمنطقة الوسطى والغربية والجنوب مما الانسان يدور تائها ضمن دوائر وحلقات ومبالغات في السرد معظمها فارغة كاذبة ومزورة بدون أي معلومات أكيدة صحيحة موثقة تتوالى وراء بعضها بدون توقف من الفرح والحبور على الانتصارات والبطولات والحزن والعزاء على فقد الشهداء الضحايا والخراب والدمار الذي حل للوطن، ولا يستطيع الوطني الغيور الفرز بين السمين من الغث من كثرتها يوميا مهما حاول وعمل ، فقد كثر الكلام وترددت الشائعات ، والكذب وجد سوقا رائجة لبث الدسائس والإشاعات المغرضة فى الأوساط المتعطشة للسماع.
في الفندق أوزو أصبت بمرض جلدي غريب مؤلم في القدم الشمال مازلت أعاني من أثره إلى الآن، من عدم نظافة الأسرة والبطاطين، وكنا في فترة شتاء وبرد مضطرين لإستعمالها حيث لا تدفئة ولا بديل للتغيير، والعمالة الأجنبية غير متوفرة للخدمات والغسيل والتغيير اليومي حسب العادة المتبعة في ادارة الفنادق... وبدأ النقص الشديد في الكثير من المتطلبات وعلى رأسها العناية الطبية والعلاج السليم وأنواعا عديدة مهمة من الدواء الذي الكثيرون من المرضى بحاجة ماسة له يتلاشى بسرعة من أرفف الصيدليات بحجج الثورة فنحن في حالة حرب شرسة كر وفر ... مما تعبت كثيرا في العلاج والتردد على الأطباء في كل مكان حللت فيه في سفرياتي في دول العالم الفسيح والتي مررت بها في الترحال والحصول على الدواء الغير متوفرا في الوطن للمداواة والإستعمال حتى تم بعض الشفاء وتوقف التآكل والألم.
كانت تلك الأيام والشهور النضالية أيام التمرد والثورة من أجمل أيام العمر التي مرت بى في التضحيات والمغامرات، لم أتقاعس عن المساهمة فيها بكل ماأملك من مال وطاقات وجهد ليل نهار وعلاقات كبيرة مع رجال الأعمال الأجانب التي تربطني بهم صلات ثقة وصداقة وثيقة منذ سنين عديدة في الخارج الذين لهم العلاقات الواسعة مع مسؤولي دولهم مما سهلت لي المهمة في الحصول على المعلومات الجيدة لخدمة الثورة وطلب الدعم والمساندة ولو المعنوية من دول عديدة من وراء الستار ... وكان معي أحد أبنائي كرفيق يهتم بي و يعاونني في كل مهمة وحركة متوالية وسفر وترحال من مكان إلى آخر مؤمنا بالصراع الكبير الشرس الذي يجري ويحدث أننا كأحرار ليبيا الجنود المجهولين في الخفاء ووراء الستار، لنا الدور الكبير في العون والمساندة، حيث بالنسبة لنا هدفنا نجاح الثورة حيث حياة أو موت وشهادة من أجل الفوز والانتصار والهم كان مركزا على الخلاص من الطاغية بأي وسيلة كانت وفي أقرب وقت القضاء والبتر للورم السرطاني الخبيث النظام الجماهيري الأخضر اللعين وجثه من الأساس من أرض الوطن للأبد حتى نستنشق الأنفاس وهواء الحرية ونرتاح وننهض.
والميزة الكبيرة فى عز الثورة والقتال والضحايا وسقوط الشهداء والدم الزكي الذي ينساب بلا حساب، كان الحر الوطني الثائر أو مواليا ومؤيدا للثورة يستطيع التنقل والارتحال بحرية وسهولة بدون خوف ولا رعب ولا مضايقات في أمان من مكان إلى آخر في مدن الشرق حيث تحررت من براثن النظام الشرسة والظلام من الأيام الأولى للثورة، من غير أية مضايقات كانت من حواجز للثوار والأمن العشوائية خوفا من تسرب العملاء او المرتزقة وضرب الثورة من الخلف وبالأخص في مداخل ومخارج القرى والبلدات والمدن التي كانت من غير نظام عشوائيا، الموجودة لتأمين نجاح الثورة بالعشرات على الطرق البرية من الحدود الشرقية ،إمساعد، إلى مدينة إجدابيا، غرب مدينة بنغازي بحوالى 160 كم ، حيث تبدأ خطوط التلاحم والمواجهات والمعارك المستمرة مع قوات الطاغية ، وقوات الثوار في كر وفر متواصل حسب القدرات والعتاد والمناورات الحربية التي تتطلب التقدم والتراجع بدون أي نوع من الإحباط للوصول في أسرع وقت وإحتلال مدينة سرت التي تعتبر قلعته الحصينة ، وإحتلالها يشل قواه وتفكيره الشيطاني يتذبذب وينتهي ويتلاشى من قوة الصدمة إيذانا بالنهاية عن قريب.
أعماه الله تعالى وحفر قبره بيده عندما لجأ لها وتحصن فيها، وهو يدعي الذكاء وحبك المؤامرات ضد الغير من. دول وأفراد ولم يفكر فى بدائل أخرى تنقذ جلده وحياته فى اللحظات الأخيرة حتى ينجى من الحصار من ثوار أشاوس مغاوير طالبين الشهادة والموت من أجل الوطن يتحرقون شوقا لأسره ... أمنياتهم القبض عليه والتشفى والإنتقام لجميع المخازي الشائنة التي حدثت أيام عهده الفاسد، وقتله بوحشية أثناء الفوضى والفرحة والتمثيل بالجسد البائس ، ثأرا على تعذيب و قتل الأبرياء الضحايا وسنوات حكمه اللعينة العجاف الذي أصبح فيها الشعب الليبي محط حقول تجارب وخداع، ومساندة الإرهاب العالمي في العلن، بدون حساب ولا عقاب من الدول الكبرى المعنية نظير التعاون والعمالة والمصالح .
تمت اللقاءات عدة مرات مع السيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الإنتقالي في بنغازي وعلى طريق شحات وسوسة الذي أعطاني رقم هاتفين أحدهما هاتفه النقال الخاص و في حالة عدم الرد لأي ظرف كان نظير سفرياته العديدة والإجتماعات المكثفة ليل نهار مع الوفود المحلية والخارجية الإتصال بالرقم الآخر الوسيط للرد البديل عن طريق أحد أصدقائه الثقات كحلقة الاتصال المقيم في مدينة البيضاء حيث يعرف كيف يصل له بسرعة لنقل الرسائل الشفهية في حالة الضرورة القصوى والطوارئ، وكان الوسيط نعم الانسان الفاضل الوقور الذي كان أحد رجال العهد الملكي السابق فقد تعرفت به عن قرب قبل الثورة والتمرد بفترة قليلة وبعدها زرته العديد من المرات في بيته، زيارات قصيرة، للإستشارة وإبلاغه بالمعلومات المهمة بماذا يدور لطرحها شفهيا نهاية كل أسبوع للسيد مصطفى عبد الجليل أثناء زيارته الدورية لعائلته في مدينة البيضاء بدلا من الحديث عبر الهاتف بأي صورة كانت الذي كان مؤكدا أن هواتفه تحت المراقبة من بعض الجهات الخفية وأصبحت بيننا محبة ومودة خاصة وإحتراما كبيرا نظير العمل والواجب تجاه الوطن...
قررنا السفر إلى أمريكا وسافرنا عن طريق طائرة نقل المرضى الجرحى كالعادة الى تونس ومنها الى العاصمة واشنطن دي سي عن طريق فرانكفورت ألمانيا وقابلنا الوسيط الأجنبي لمتابعة الامور المستعجلة والذي تم عن طريقه تقديمنا لشركة أمنية خاصة تعمل تحت ظل الدولة وبعلمها ومباركتها التابعة لها على ماأعتقد حتى لا يتعرضون الى المسائلة في حالة أي أخطاء ومجازفات قد ترتكب لا تتماشى مع القانون والحدود الذي يحتاجون لوقت طويل للحصول على الموافقة على بعض المواضيع لسرعة الإنجاز، ومن خلال اللقاءات العديدة والاجتماعات المكثفة في أماكن مختلفة وبيوت آمنة يصعب متابعتها من أية أطراف غريبة قد تتابع وتراقب ، والذين نجحت مبدئيا فى المهمة حيث أبدوا جميع الاستعداد لإرسال فريق من عندهم لتدريب الثوار المميزين بعد الفرز السريع من طرفهم وبناء قوة جديدة صغيرة العدد لمساندة الجيش الرسمي القائم الذي تضعضع وتخلخل من قيام الثورة وضاع الربط والضبط والحزم فيه، ويصبح النواة الأولى لجيش المستقبل على أرقى مستويات التدريب وتزويده بجميع المتطلبات من معدات وأسلحة ومهمات الإتصالات والمواصلات الضرورية للتنقل الصحراوي بالطاويات ذات الدفع الرباعي وإدارة المعارك على الطرق الحديثة وترصد الطاغية في هروبه المتواصل عن طريق الأقمار الصناعية والإرشاد عليه حتى يتم القضاء عليه بأياد ليبية تم تدريبها بسرعة من طرفهم مقابل دفع مبلغ مالي نظير خدماتهم وتسديد فواتير المعدات والمهمات... مما قمت بزيارة سريعة الى الوطن لمزيد من التوثيق وتم الاتفاق مع ممثلى الشركة بأن يتم بعث عدة خبراء كإعلاميين عن طريق تونس و في حالة عدم توفر المواصلات للنقل جوا إلى بنغازي ليبيا ، كانت الخطة البديلة السفر بالبر عن طريق مصر عبر الحدود الشرقية إلى بنغازي لدراسة الموضوع على الطبيعة وارض الواقع ومقابلة المسؤولين عن الثورة والحكم من أصحاب إتخاذ القرار للإتفاق النهائي خلال وقت قصير مما تمت الاتصالات من جانبي مع ليبيا خطوة بخطوة وتحصلت على موافقة المجئ بالوفد وقمت بالترحال والسفر والإنتظار الممل عدة أيام في تونس في سرية كبيرة لوصول الفريق !!!!!! والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع...
No comments:
Post a Comment