بسم الله الرحمن الرحيم
لم أوفق في المدة الأخيرة، حيث الصراحة بتجرد وصدق بضمير ولو على النفس راحة، مع إنني بذلت جميع الجهود خلال عقود عديدة مرت ومضت من التعب والمعاناة حتى تم النصر... وغامرت بالرجوع للوطن وأنا على لائحة الإعدام والتصفية في بداية التسعينات من أجل مبدأ سامي، العمل السري للخلاص من الطاغية والبقاء يوما في الوطن منصورا رافعا الرأس والعيش فيه هانئ البال سعيدا بقية أيام العمر إذا أطال الله تعالى لي الحياة، في أمن وأمان، بدون خوف أو رعب ضمن دستور منتخب من حكماء أبناء الشعب ، وقانون عادل يحفظ حقوق الجميع، ولست طامعا في العمل العام في السلطة و لا أريد منصبا ولا جاها، مهما كان... شاكرا حامدا الله الخالق على جميع نعمه وعطاياه ... فأنا طوال حياتي العملية تاجر ورجل أعمال ولست سياسيا أعيش على آلام ودم الآخرين بالكلام والخطب والنفاق والرياء ضمن الخبث والمؤامرات والدس والفتن ، للبقاء والحفاظ على المركز والمنصب ....
والآن في خريف العمر أعاني من عدة أمراض مزمنة، عليلا من وضع الوطن البائس المؤسف مما يحدث فيه من مهاترات وتناحر على السلطة والنهب والخطف للأبرياء مقابل دفع المال كفدية نتيجة الجوع وعدم توفر السيولة بالسوق والإنفلات الأمني والهرج والمرج، محاولا قدر الإمكان الراحة والتقاعد وإسداء النصح والاستشارة للأعزاء عن الوضع المؤسف الذي وصلنا له، والتي جعلتني أراجع النفس مرارا: هل هي لعنة؟ هل كنّا فترة النضال والتمرد على حق؟ أم بلاء ومحنة شديدة من الله تعالى حتى نتعلم الدرس الصعب ونرجع لطريقه السوي، نظير الخبرات والتجارب والمحن التي مررت بها خلال المسيرة ، عسى أن تفيد البعض في بعض الأمور... وعزائي الوحيد الذي أراح النفس وجعلها تهدأ أنني لم أتخلى عن المسؤوليات الوطنية المطلوبة والتضحية مني كمواطن عادي من عامة الشعب أصيل أسعى للدفاع عن الوطن قدر الإستطاعة والجهد والمعرفة ضد الطاغية حتى يتم النصر، ولم أهرب كما فعل الكثيرون بعدها و الذين وصلوا إلي أعلى المراكز عندما تحصلوا بطرق غير شريفة ملتوية على نهب أموال المجتمع بسهولة في سرية وصمت من غير أن يشعر بهم أي أحد، حتي لا تفوح روائح الفضائح والسرقات في المجتمع ، ويجابهون من أبناء الشعب الوطنيين طالبين منهم الحقيقة والشرح...
لم تثمر الجهود مع غيري أحرار الوطن لقاء الصدمات المتتالية وبالأخص في المدة الأخيرة نظير الصد للمواضيع المهمة من النجاح والمضي للأمام حتى يختصر الوقت ويتحقق الكثير في زمن قليل من البعض الطامعين في السلطة بعلم عن سابق الإصرار، ضمن مخططات كبيرة شريرة مرسومة مسبقا للضرر والتفرقة حيث تم مزج السم الزعاف القاتل في العسل الشهي حتى نتناوله عن رغبة وبسهولة بدون أي شكوك من التسمم كانت للقضاء على ديننا وهويتنا في صمت من قوى خفية عالمية تدعي الصداقة والمساندة و أنهم حلفاءا لنا ، والواقع المرير تعمل جاهدة لغرس إسفين التفرقة بيننا، بين الشعوب العربية العديدة حتى تستمر في الضلال ولا تتوقف عن التناحر والعداء ضد بعضها البعض لتسيير مصالحها... ونحن إخوة أشقاء تجمعنا لغة الضاد ودين الوحي من السماء، الإيمان والتوحيد بالله تعالى وجوار ومصير واحد.
وللأسف تنفذ على الطبيعة وأرض الواقع من قوى محلية بالرغبة وعن قناعة يعتقدون أنفسهم أنهم على الطريق الصحيح سائرون ولا يدرون أنهم مسيرون من قوى الظلام الغير ظاهرة على السطح ولا معروفة للكثيرين، تعمل في الخفاء حتى لا نرتاح ونتقدم ونعيش في فرح وسعادة ضمن الأصول والعقيدة الإسلامية السمحاء التي تأمر بالعدل والإحسان والسلام مع جميع الأديان والبشر، حيث ديننا الإسلام، التوحيد من أحد ركائزه الأساسية السلام والأمن والأمان وليس الإرهاب وسفك الدماء ونشر الرعب في أوساط الآمنين كما يحاول الكثيرون من الجهلة التشويه عن عمد.
و تطبيق مبدأ وطريق ( الشورى ) الديمقراطية في الحكم، ولا نعيش في فوضى وتناحر وحرب أهلية كما فرضت علينا نظير الجهل والطمع في جميع صوره وأشكاله وندمر أنفسنا بأنفسنا لقاء الصراع الشرس مع آفات الخوارج المرتدين مرض العصر الذي حل بالإنسانية كالورم السرطاني الخبيث مهما يتم بتره في جهة يظهر للوجود من جديد في مكان آخر وينتشر بالجسم في صمت والضحايا يعانون عذاب الآلام الرهيبة ، ليس له أي علاج وشفاء كامل مثل بعض الأمراض والأوبئة الأخرى، والمرضى منه مهما حاولوا بجميع الجهد البتر والخلاص والشفاء يستمر ينهش بدون رحمة ولا توقف حتى الوفاة وتوقف النفس عن الحياة ...
والتناحر على السلطة لمن يفوز من الأقوياء ناسين ومتناسين أن القوة لله تعالى وليست للبشر ، والنهب للثروات بدون حساب ولا رقيب ولا حراس أمناء بضمير لثروة المجتمع التي هي ملك للجميع وليست لفئة معينة أو أي أحد دون الآخر للحفاظ عليها من التسرب والانسياب هدر لكل من هب ودب وعرف كيف يستغل الوضع الفوضوي لصالحه للنهب... أو بدون علم نظير الغيرة والحسد والحقد الشخصي ، ولم ينتابني اليأس في خدمة الوطن بضمير وحب وولاء حسب الجهد والإستطاعة والمعرفة حيث بالنسبة لي قدمت الكثير متطوعا عن قناعة أنه أمرا مهما وطنيا نابعا من أعماق القلب، موضوع مصير وبقاء، حياة أو موت القضاء على الطاغية والنصر للثورة ورجالها وشبابها من الجنسين الشرفاء مهما جداً لنا ولأجيالنا القادمة حتى نرتاح من الهم والغم والعبودية للصنم المخبول الذي عرف كيف يسيطر ويحكم علي هواه وينفذ نزواته الخبيثة الشريرة وأطروحاته التافهة بقوة المال من دخل النفط والغاز ...
مستغلا طيبة وسذاجة الشعب الليبي البسيط بالدهاء الذي ينم على الجهل الشرير الشيطاني والفساد والإفساد لنفوس الكثيرين من المسؤولين المحليين الحواريين بالجاه والمناصب والأجانب بالرشاوي الضخمة بعشرات الملايين بدون حساب ولا مراجعة والوطن متأخرا إلى الوراء كل سنة يزداد فقرا وجهلا بحاجة لكل شئ كان من الألف إلى الياء ، والحكم بتعاليم الكتاب الأخضر الصادر من عقله المخبول المجنون الذي تم تطبيقه بالقوة عن طريق حوارييه وأزلامه من اللجان الغوغائية العديدة والراهبات الثوريات بالفرض والإكراه حوالي ثلاثة عقود ونيف منذ صدوره بدون الإستناد على اي دستورا منتخبا من الشعب أو قوانين عادلة تحفظ حقوق الجميع المحكومين الأبرياء للعيش في أمن وآمان وسلام مع جميع شعوب العالم بدلا من دمغ وطننا ليبيا الطاهرة بتسمية وصفة الارهاب مما خاف الكثيرون من الشعوب والحكومات على القبول ومد جسور التعاون والتعايش مع العرب وكأنهم جميعا مجرمين قتلة ، رافضين السلام والإخاء والتعاون المثمر لمصلحة الجميع نظير الرعب والخوف .... حيث العالم الآن أصبح صغيرا ليس مثل السابق جيران نتيجة عصر العولمة وسرعة الإتصالات والمواصلات التي غيرت موازين ومعايير كثيرة ، والتي للأسف من نتائجها أصبح المواطن الليبي البرئ موسوما بعلامات الشر والإجرام على هويته العربية، يجد الأبواب في كل مكان يقصده بنية شريفة حسنة لأي أمر من أمور الحياة ، مقفلا وموصدا أمامه أينما حل وسافر وإرتحل، والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع ...