بسم الله الرحمن الرحيم
يقولون ان التاريخ له دورة يعيد نفسه مرة اخرى بعد فترة من الزمن غير معروفة ، طويلة أم قصيرة الأجل حيث منذ ايام الاستقلال وإلى نهاية العهد الملكي سعدنا وفرحنا بالاستقرار والأمن والأمان في ربوع الوطن حتى أتى الشيطان الدجال القذافي بالانقلاب الاسود يوم1969/9/1م ، وحكم الوطن 42 عاما عجاف، غير فيها جميع الموازين والقيم الأصيلة المتعارف عليها إلى فوضى هرج ومرج نظير الجنون الغرور وصرف المال هدرا بدون تدقيق في مساندة الارهاب بحجج تحرير الشعوب والشرائح المظلومة بالعالم ، بدلا من الصرف لصالح الشعب البرئ الفقير المحتاج لأبسط الاشياء ولديه الثروة الهائلة من النفط والغاز بدون حدود ....
وتساؤلاتي الملحة الآن هل يرجع التاريخ مرة اخرى في دورته ويحل في وطننا ليبيا خلال وقت قصير حتى ننجى وتكتب لنا الحياة من جديد فقد وصل الارهاب والقتل وقطع الرؤوس ببساطة بدون ضمير ولا شفقة من قتلة جبارين جهلة يدعون التصحيح والتجديد للدين بدون علم غزير يفتون فتاوى شريرة للمواطنيين الذين في نظرهم مرتدين نظير الاشتباه الظالم مما بلغ السيل الزبى ووصل الشر إلى الحافة الحد الأخير وحل الدمار والخراب في ربوع الوطن على جميع المستويات ....
فقد جاهد الأجداد والآباء منذ قرن مضى ضد المستعمر الايطالي، وضاع من ليبيا حوالي المليون شهيد ، قتلى وجرحى ومبعدين في المعتقلات بالصحراء مرضى وجوعى " معتقلات البريقة والعقيلة " بغرض الابادة الجماعية ، والمنفيين إلى الجزر الايطالية سجناء لم يرجع منهم اي احد بعد خسارة ايطاليا الحرب ، والفارين المهاجرين لدول الجيران طلبا للنجاة فترة الاستعمار خلال 34 سنة مريرة من الاحتلال الوحشي... والحرب العالمية الثانية التي دارت بعض رحاها في ليبيا بين الجيوش الحلفاء والمحور كل طرف مستميتا يريد النصر والفوز بأي وسيلة ، ونحن كليبيين ليست لنا لا ناقة ولا جمل في القافلة غير الموت والفناء....
بقدرة إلاهية وبفضل جهود الرجال الوطنيين المخلصين القلة ذوي الضمير والحظ تحصلنا وانتزعنا الاستقلال عن طريق الأمم المتحدة يوم 1951/12/24 بفارق صوت واحد فقط من أفواه الدول المنتصرة الطامعة في جوائز الحرب والتي كانت تريد الهيمنة والاستعمار من جديد عن طريق مسميات الانتداب كما حدث لفلسطين عن التآمر والظلم الفاحش لأصحاب الارض الاصليين .
والآن كل المؤشرات في نظري قاتمة الصورة غامقة سوداء تؤكد ان ليبيا حاليا في خطر كبير على حافة الاحتلال من قبل الغرب تحت مسميات وغطاء الامم المتحدة أنها المهدي المنتظر للخلاص من الميليشيات المسلحة لدى البسطاء الغافلين من أبناء الشعب ، بحجج عدم الاستقرار والارهاب ومحاربة الخوارج المارقين الذين يعيثون الفساد والإفساد في الحرث والنسل ....
السبب الرئيسي للحالة الصعبة والمخاض العسير والإقتتال هم الذين فتحوا الأبواب للصراع المزيف بالخبث والدسائس والمؤمرات من بعض ابناء الوطن نظير الجهل والطمع الشخصي للحكم والمال بدون معرفة الابعاد الكبيرة لما سوف يحدث من مصائب كثيرة قادمة مع الايام نظير تدخلات القوى الخفية والمحلية والذين طالبوا بالتدخل والمساندة من بعض الادعياء للوطنية والثورية وهم في الواقع المؤلم المرير أشباه رجال حسب المقولة الشعبية " خلوة النجع من الرجال من سعد أشباه الرجال المتخلفين الضعفاء عن تلبية النداء والجهاد ) حتى لا يستقر الوضع ويرتاح الوطن ويستقر المواطنين في الأمن والأمان والعيش الكريم في سعادة وفرح ينعمون بالحرية والسلام مع جميع البشر ضمن التجارة الحرة وتبادل المصالح بشرڤ بدلا من الضياع والغربة والإفلاس على جميع المستويات المادية والفكرية حتى وصلنا إلى هذا الحال المؤسف....
من كان يصدق بالماضي فترة حكم العهد الملكي الزاهر على بساطته وفقره في البدايات قبل اكتشاف النفط ان ليبيا والليبيين يصلون إلى هذا المستوى المتدني، يتيحون الفرص لكل من هب ودب من الأوباش من الجماعات المتشددة المتزمته، الحضور إلى ليبيا بمسميات الجهاد من شباب مغرر بهم للقتال وإشاعة الرعب والارهاب بقطع رؤوس الضحايا في العلن في اوساط الجماهير بدون اي حق لديهم في الدخول والمشاركة في قتل الابرياء الليبيين وبعض الآمنيين من الجنسيات الاخرى الذين شاء سوء حظهم وجودهم بحكم العمل للعيش الشريف بعيدا عن أوطانهم بحجج عديدة تافهة لا يرضى عنها الله تعالى تحت اي شريعة سماوية وبند ولا عنوان غير الفساد وإراقة الدم بدون حساب تنفيذا لمخططات الشر....
علينا الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين من إخوتنا العرب جيراننا وعلى رأسهم دولة الجزائر الذين مروا بنفس التجربة الشنيعة لسنوات عديدة من الاغتيالات والدم ، حتى تم القضاء على الخوارج المارقين ، حتى لا يضيع الوقت الطويل في الاجتماعات والحوارات من فرسان الكلام وأدعياء الاصلاح والمبادرات الوطنية التي لا تغني ولا تشبع من جوع ولا يصلون فيها إلى حلول جذرية توقف النزيف والجراح عن سريان الدم بسرعة ، حيث في ليبيا هؤلاء يحتاجون إلى منطق القوة والردع لفرض السلام والحوار، حيث بدون إظهار القوة والبأس لن نصل إلى اي نتائج مشرفة بدلا من التعطيل وإعطاء الفرص والحجج للغير الجاهزين وبالأخص الدول القوية بإستخدام الامم المتحدة مخلب قط بالتدخل والسيطرة والهيمنة على الوطن من جديد بأقنعة مزيفة عديدة اخرى، ونسمح بأن تدوس تراب الوطن أحذية الجنود الأجانب بحجج المناصرة والدعم للخلاص....
الأدلة واضحة وضوح الشمس في يوم صيف صافي بدون أية سحب او غيوم لمن يفهم ويتعظ ويأخذ الدروس من الاحداث المريرة السابقة ، لم نأخذ عبرا من مآسي الدول الاخرى في العقود الاخيرة ، لم نتعلم ونعرف من هو المسؤول الاول الذي له المصلحة من القوى الخفية في لعبة الشطرنج الدولية... ابتداءا من تدمير ابراج التجارة في نيويورك التي خلفت الدمار وآلاف القتلى الابرياء الضحايا قتلى وجرحى وسط جبال الركام والرماد، بدون اي ذنب إقترفوه غير الوجود في المكان والوقت الغير مناسب في الحدث المؤلم والمؤسف عن الجريمة البشعة الذي يندى له جبين الانسانية عن الفعل المشئوم عن قصد وسابق اصرار....
الحرب في الجزيرة العربية وإحتلال دولة " الكويت " الصغيرة المسالمة من قبل العراق ... احتلال افغانستان والعراق وثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وسقوط الرؤساء الطغاة ، وتقسيم السودان إلى دولتين ، والحرب الأهلية الدموية في سوريا التي إلى الآن لم تنتهي وليس لها وجه ضياء عن قريب بالتوقف ، وخروج وظهور دولة " داعش الاسلامية " على السطح من العدم في العراق وسوريا ،، والضحايا في فلسطين نظير أخذ الثأر ،والحرب الاهلية في ليبيا بعد الخلاص من القذافي والتي إلى الآن تعاني الهموم والكوارث عن ماذا حدث لها من تمزق وضياع وإفلاس...
نظير العمى والجهل والغرور والغلو بأننا نحن الليبيين نفهم ونعرف الكثير من اسرار اللعبة الدولية القذرة ، والواقع المرير نحن بآخر الطابور مسيرين ضمن خطط بعيدة المدى حتى تستنزف الثروات الهائلة ولا ننهض ولا نتقدم ، لأننا لم نتحضر ولم نسمو بالعلم والنفوس ونحب للغير كما نحب لأنفسنا ، حسب اوامر ديننا الحنيف الذي يأمر بالعدل والاحسان والتركيز على الأساس والأهم قبل المهم المحافظة بقوة على الاستقلال من الاطماع الخارجية في استغلال الوطن ، وعلى رأس الأولويات الامن والامان واستتباب العدل والمساواة بين الجميع ، قبل المهم من الامور العديدة الأخرى من صحة وتعليم وغيرها النواقص لعشرات الاشياء بل المئات بسبب المخاض والحرب الاهلية .
حيث نحن الآن نحفر قبورنا بأيدينا عن جهل حتى نسقط ونقع فيها صرعى ، وعندها يوما ما، سوف نندم الندم الكبير وقتها لا سمح الله تعالى لو صدقت تنبؤاتي لا نجاة عندما الفأس يضرب الرأس بقوة وعنف يحتاج الاصلاح والشفاء إلى سنوات كثيرة وأجيال عديدة حتى ينهض الوطن ويتقدم !!
إلى الآن بعد مرور اربعة سنوات على الخلاص من الطاغية المقبور نعيش في حلم الواقع اليومي المرير الفوضى والهرج والمرج ، التسيب والقتل للإنسان على أتفه المواضيع، مما خاف الجميع والكثيرون آثروا الغربة والهجرة للحفاظ على حياتهم وأحبائهم من الخطف والمساومة بدفع الفدية الباهظة أوالقتل والعيش تحت التهديد المستمر وفراغ الاسواق من المواد الغذائية الضرورية للحياة ، والنقص الشديد فى العلاج والدواء وتيار الكهرباء الذي معظم الوقت في انقطاع وبالأخص الآن في عز الشتاء والبرد شديد بدون تدفئة ....
الآن الامر في أيدينا علينا ان نفيق من الحلم ونتكاتف يدا واحدة ومعالجة الامر بحكمة وقوة وعزم بدون اي ضعف وتراجع ونفاق لأي جهة كانت ظالمة مستبدة برأيها عن الجماعة حيث الآن الموضوع خطير مصير حياة وكرامة ان حكمنا العقل والضمير لدرء الخطر القادم بجميع الوسائل المتاحة حتى لا نخسر استقلالنا الذي ضحى من اجله جميع الشهداء بالسابق والحاضر ونخسر وطننا وذاتنا شرفنا وكرامتنا بالتجزئة إلى دويلات قزمية ... نظير عدم الوصول إلى اتفاقات....
تساؤلاتي إلى هؤلاء الشامتين الصامتين البقية من المواطنيين الليبيين الاصليين بالداخل والخارج، هل جفت بعروقكم دماء الحياة حتى أصبحتم موتى بلا شواهد وقبور ، تشاهدون في الويل والثبور القتل وقطع الرؤوس، اهدار الدم الزكى للمظاليم نظير الاشتباه والاتهام لأي ضحية بدون عدل ولا قانون يوميا وماذا يحدث من كوارث ومصائب في الخفاء تحاك، تتباكون ، ولا تعارضون ؟؟؟ ترضون بالهم والغم الذي لن يوقف المرض الخبيث السرطاني عن الانتشار ان لم يتم التصدي العلاج والبتر بسرعة قبل ان يزداد....
كلمة أخيرة لهذا الموضوع المؤلم ، ان لم نطهر انفسنا وقلوبنا ونتحد مع بعض كما كنا من قبل أخوة في السراء والضراء بما يرضى الله تعالى ونقف صفا مرصوصا ، ونستعين بحلفاء صادقين من جميع الامم في الحرب ضد الارهاب والخلاص من الخوارج المارقين وكل من ساندهم بقوة وعدل عسى ان يفيق البعض من المغررين من شبابهم الغافلين، والنفي من الارض لجميع المجرمين سواءا كانوا ليبيين أو أجانب فاسدين حتى لا يبقى لهم دابرا ولا أثرا في ليبيا الحبيبة عندها الخلاص من شياطين الإنس ومن تكتب له الحياة العيش كريما ضمن تعاليم الأديان السماوية والأعراف والقوانين الدولية في امن وأمان ...والله الموفق !!
رجب المبروك زعطوط