بسم الله الرحمن الرحيم
ليبيا الآن إلى اين ذاهبة ؟ ومتى ليبيا الغد ؟ عنوان ضخم يحتاج إلى بحث طويل من الاساس حيث الحديث على وضع ليبيا البائس الآن بقدر ما يتراءى للكثيرين انه صعب ، يوما ما له علاج وحلول ويتوقف إهدار الأرواح والدماء ،بالمصالحة الوطنية وترجع المياه الى مجاريها وما بعد الضيق الا الفرج.
مهما حاول البعض من المغمورين نتيجة الثورة وإستغلال الانتفاضة وزعامة البعض من الثوار والتحالفات الجهوية والعمالة لإحدى القوى الخفية التي تتصارع من اجل الاستئثار بليبيا مما وصلوا لمراكز عالية واصبحوا من اصحاب القرار في الحكم ، بدون خبرات في السياسة ولا تجارب.
مهما حاول البعض من المغمورين نتيجة الثورة وإستغلال الانتفاضة وزعامة البعض من الثوار والتحالفات الجهوية والعمالة لإحدى القوى الخفية التي تتصارع من اجل الاستئثار بليبيا مما وصلوا لمراكز عالية واصبحوا من اصحاب القرار في الحكم ، بدون خبرات في السياسة ولا تجارب.
بهدف تغطية العجز ونقص الثقة بالنفس خلق الاعلام الموجه المأجور منهم ابطالا امام الجماهير بتسليط الأضواء انهم قاموا بأدوار خلال النضال السياسي المزعوم . حيث بقدرة قادر أصبحوا رجال اعمال وتجار الحياة والموت. قبل الاهتمام بامور الدولة ومصير الآخرين نظير النهب والسلب للمال المهدور الذي بدون حسيب ولا رقيب.
الحديث يطول عن رجال الاعمال الليبيين حيث من وجهة نظري يتوزعون إلى عدة فئات ،الاولى التجار السابقين والحرفيين من الأجداد والآباء الذين مارسوا البيع والشراء طوال اعمارهم في التجارة التقليدية المعتادة والذين حقق البعض منهم ثروات رهيبة وبالأخص في الاستثمارات للعقارات التي كانت برخص التراب في فترات طويلة في البدايات، حيث المجتمع الليبي ذاك الوقت قليل العدد والأعمال الكبيرة والصفقات الضخمة كانت ضمن الاحتكارات من البعض او المستعمر ، لا يعرفونها ولا يعلم بها رجال الاعمال والتجار العاديون.
وعندما تم إكتشاف النفط والغاز وكثرت الاموال بالأسواق نتيجة التصدير مما تطلبت الحاجة إلى زيادة سريعة في عدد السكان الذين معظمهم كانوا يقيمون بالخارج والعاملين او الساعين للخدمات والربح الجزيل ، والحاجة الماسة للسكن والاقامة وبالأخص في العواصم والمدن الرئيسية مما فى خلال سنوات بسيطة زادت الأسعار بنسب كبيرة تضاعفت عشرات المرات بحيث البعض من اصحاب الأملاك الشاسعة والمواقع المهمة زادوا غنى فاحش من الطفرة السريعة والازدهار واصبحوا مثل اغنياء الحرب يشار لهم بالبنان في مجتمعاتهم انهم أثرياء.
في نظري الغنى هو غنى النفس ، حيث كل شئ مقدر من الله تعالى فالبعض هم ذوي حظ من لا شئ وعدم ، فقر وإحتياج ، وفي فترة وجيزة اصبحوا من علية القوم نظير المادة ، حيث المال يتضاعف بسرعة غير عادية ويتزايد ويأتي بالأرباح الكثيرة لان رجال الاعمال والتجار المحظوظين تنهال عليهم العروض من الآخرين نظير السمعة والشهرة، انه لديهم أموال وقادرون على الشراء مما يتهاتفون عليهم من كل حدب وصوب في العروض ، رغم ان البعض منهم في تلك الاوقات ليست لديهم السيولة الكافية نظير الارتباطات العديدة في اعمال ومشاريع اخرى.
وأنا شخصيا مررت بالتجربة قبل ان يتم التأميم علي في اواخر السبعينات حيث استقبلت عروضا كثيرة للبيع في مجال العقارات او مشاركات في اعمال وإنشاء شركات حققت أرباحا كبيرة نظير الخبرة والرأسمال ، وكنت اختار الأصلح وأشتري او أشارك البعض من الاخوان مما حققت النجاح وبدأت تتسلط علي الاضواء على المستوى المحلي نظير الشهرة والثقة في المعاملات بإخلاص وشرف في منطقتنا وبدأت تنتقل إلى اماكن اخرى عديدة مع الوقت ومرور الزمن
منذ بدء الخليقة والتجارة والبيع والشراء هو النجاح والثراء للمحظوظين ، كانت في البدايات مقايضة، حيث كانوا وقتها لا يعرفون النقد. سلعة مقابل سلع اخرى ثم تطور الزمن إلى عملات حديد نحاس وفضة او ذهب وبعدها إلى نقدية من الورق ومع الزمن والتطور وصلنا إلى هذه المستويات الآن من العمليات المصرفية والتقييد في الحسابات الأرقام وإستعمال بطاقات الائتمان العديدة للدفع بدون استعمال النقد فى اليد.
خرج على سطح المعاملات افراد وحوش في صور بشر ، وشركات عملاقة تحكمت في كثير من الاقتصاد العالمي بالاحتكارات لثروات الدول والفئات المحتاجة وفرضت الشروط التي ترغبها وفي صالحها ، التي تأتى بالربح الوفير، ضمن عقود صعب التخلص منها عندما الضحايا يفيقون
وفي ليبيا في بدايات الاستقلال والعهد الملكي في اوائل الخمسينات كان الأغنياء ذوى الثروات الكبيرة يعدون على الأصابع لأن جميع الثروات كانت بالوراثة أو بالكد والعمل وعرق الجبين سنوات عديدة مما مع طول الزمن جمعوا المال واصبحوا من الأثرياء حسب ذاك الوقت
وفي وقتنا الحاضر وبالأخص نتيجة نظام القذافي اربعة عقود ونيف ،خرج على السطح العديدون من الأثرياء بأرقام خيالية عشرات الملايين والمليارات نتيجة تجنيب الكثير من الحسابات الرسمية العامة المجنبة الى بعض الثقات من المحاسيب وافراد الاسرة الخواص الحاكمة ، لإستعمالها وقت الحاجة والدفاع عن الانقلاب والدجال من السقوط الى الهاوية
وعندما بدأت بوادر الثورة في الافق الكثيرون لاذوا بالفرار حفاظا على انفسهم من المساءلة يوما عن المبالغ الرهيبة في حساباتهم وأرصدتهم بالخارج ، التي لم يكن لهم فيها اي مجهود ولا عرق ، بل رزق المجتمع ، والقليلون أقاموا بالخارج لخدمة النظام بناءا على التعليمات من الدجال وأولاده والزبانية وتوريد المواد والبضائع والاتصالات الدولية والدفع للمرتزقة المحليين والأجانب للدفاع عن النظام الآئل للسقوط يحتضر
وبكل الجهد والاستنزاف للموارد والدفع المجزي ، سقط النظام إلى غير رجعة نظير الظلم والمظالم ولم يستطيع الصد ومقاومة الاحرار وبدأت المرحلة الجديدة ، ولكن للأسف مخيبة للآمال زاد الارهاب وسفك الدماء بلا حساب نظير الصراعات العديدة على السلطة مما استغل الكثيرون الوضع الشائن والاتجار بالدم
هؤلاء أشباه الرجال الحواشى المخادعين المنافقين الذين مع كل عهد ساعين بقوة للإستئثار بأقنعة زائفة في أوساطنا ، إستغل البعض الفرص الثمينة لخدمة البعض من الاسماء المعروفة الهاربين والملاحقين من الشعب الليبي الاحرار كتغطية في تفتيت الأرصدة الضخمة وتوزيعها الى اجزاء عديدة يصعب ملاحقتها واستولوا على الاستثمارات الخارجية للدولة من أموال بالبنوك الخارجية او عقارات وأصول مادية وقيدت باسمائهم او بأسماء شركات وهمية دولية عنقودية صعب تتبعها والتدقيق فيها ومن وراءها. والواقع المرير هم مالكوها الاصليين ، حتى لا تستطيع اية جهة مسئولة من النظام الجديد الليبي مستقبلا المطالبة بها رسميا قضائيا.
انتهى العهد القذافي وسقط النظام والبعض من هؤلاء ذوى الثراء الفاحش في بعض الدول المجاورة الرؤوس الكبيرة ، بدلا من السكوت والصمت والرضاء وفتح صفحات جديدة بيضاء والتفاهم مع الدولة الجديدة في التسويات المالية والمصالحة الوطنية ، ركبهم الغرور والأحلام بالوصول للحكم وترجيع عقارب الساعة إلى الوراء... وقاموا بتمويل أزلام بقايا العهد السابق بالمال والدعم نظير العلاقات الدولية إلى الذين ضاعت مصالحهم وأصبحوا في المؤخرة في العهد الجديد ، مما تسببون في الفتنة والشر وإحياء النعرات القبلية والثأر والأحقاد السوداء بين الطوائف والشرائح العديدة التي كانت بالسابق خامدة أيام حكم الدجال الطاغية الذي لا يرحم. والنتيجة المناوشات والمعارك والحرب الاهلية التي إلى الآن تدور رحاها في ربوع الوطن ولم تتوقف.
انتهى العهد القذافي وسقط النظام والبعض من هؤلاء ذوى الثراء الفاحش في بعض الدول المجاورة الرؤوس الكبيرة ، بدلا من السكوت والصمت والرضاء وفتح صفحات جديدة بيضاء والتفاهم مع الدولة الجديدة في التسويات المالية والمصالحة الوطنية ، ركبهم الغرور والأحلام بالوصول للحكم وترجيع عقارب الساعة إلى الوراء... وقاموا بتمويل أزلام بقايا العهد السابق بالمال والدعم نظير العلاقات الدولية إلى الذين ضاعت مصالحهم وأصبحوا في المؤخرة في العهد الجديد ، مما تسببون في الفتنة والشر وإحياء النعرات القبلية والثأر والأحقاد السوداء بين الطوائف والشرائح العديدة التي كانت بالسابق خامدة أيام حكم الدجال الطاغية الذي لا يرحم. والنتيجة المناوشات والمعارك والحرب الاهلية التي إلى الآن تدور رحاها في ربوع الوطن ولم تتوقف.
هذا الصراع الآن للوصول للمراكز والتحكم فى مفاصل الدولة لإستغلال الثروة والإثراء الفاحش ، حيث ليبيا بحاجة إلى مئات المليارات وعشرات السنوات العديدة للبناء والتشييد بدءا من الصفر ووقف الحرب وفرض الأمن والأمان حيث رأس المال جبان ، ولا يمكن قيام أية مشاريع واستثمارات ضخمة وبالأخص مشاركات مع ذوى الاموال من الخارج بدون الثقة المتبادلة.
بناء الانسان الليبى اولا حتى يتحضر ويسمو ويخرج من دوائر الشك والريبة ويعرف ان التعاون مع الآخرين الأجانب ، بأصول واخلاق مبنية على الاحترام والثقة وقوانين تحفظ حقوق الجميع هو طريق الفوز والنجاح الأكيد حيث الآن عصر العولمة ، سهولة الاتصالات والمواصلات .
التخطيط والدراسات المستقبلية على رأسها من البدايات مصلحة الوطن اولا ، وليست المصالح الشخصية لدعم النفوذ والبقاء في الحكم حتى تتماشى الأعمال مع بعض في وقت واحد حتى ننهض بسرعة ، أهمها زرع الثقة لدى الجميع وإتمام المعاملات المالية بسهولة ويسر بين جميع الأطراف و البناء والتشييد والاستثمارات سواءا محلية ، او عالمية واستقدام وترغيب رجال الاعمال الاجانب من الخارج للمساهمة في البناء والتشييد والإثراء على الطرق الحديثة فى وطننا مع ضمان الأمن والأمان وحرية الحركة بقوانين صارمة مفهومة للجميع عادلة سهلة التطبيق تضمن حقوق المستثمر والوطن ، واستغلال الطاقات والخبرات الليبية والأجنبية ومنح المكافئات والجوائز الضخمة لكل من يبدع في التصورات بالنمو وخروج ليبيا من دوائر الشك والارهاب الى بلد ووطن سلام مع الجميع ، حيث في ليبيا لدينا جميع مؤهلات النجاح في التجارة الحرة مع الجيران ودول أفريقيا المغلقة بدون شواطئ على البحار ، والسياحة آثار الحضارات السابقة شواهد ، وتصدير الطاقة الشمسية البديلة الحديثة الى اوروبا ، والزراعة العضوية التى بدون اي نوع من انواع الكيماويات التي تؤثر على البيئة وصحة الانسان.
حيث توجد مساحات من الاراضي الصالحة للزراعة بالطرق الحديثة واستجلاب الخبراء كل فى مجاله من جميع أنحاء العالم مما نستطيع في سنوات قليلة الاعتماد على انفسنا في انتاج جميع انواع المواد الاساسية الغذائية للوطن والتصدير للخارج بوفرة وبالأخص إلى اوروبا القريبة أسواقها لنا ، والتي بحاجة ماسة لمعظم المواد الأولية للصناعة والغذائية لإطعام شعوبها بدلا من ليبيا الاعتماد على الاستيراد المتواصل لأبسط الاشياء والمواد التي تستهلك كل يوم من اجل الغذاء.
وإلى يوم توقف حكام ليبيا في السر والعلن رجال الاعمال الجدد السياسيين العملاء القابضين على زمام الامور ، عن الشر والشرور ، التحريض والدفع المستمر في الخفاء من الهاربين الرؤوس الكبيرة ، وبعض الدول الصغيرة تحترم نفسها عن دعم الشر ومساندة طرف على طرف بحجج ارتداء عباءة الدين ، والدفاع عنه والدين براء من هؤلاء المارقين الخوارج .
حتى ينتهى الصراع والحرب بين الاخوة تتوقف ويتم الاستقرار والمصالحة الوطنية تعم بإذن الله تعالى مع وعلى الجميع ، حيث لا يصح الا الصحيح مهما طال الوقت ، وقتها وساعتها بإذن الله تعالى وبسواعد رجالها وشبابها من الجنسين الوطنيين الاحرار، ليبيا الغد سوف تنهض وتتطور بسرعة في فترة زمنية قصيرة حسب المقولة التاريخية من ليبيا يأتي الجديد. والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
نوفمبر 2014 م