بسم الله الرحمن الرحيم
جلست مع النفس محتارا متسائلا عن الوضع والحال البائس الذي الشعوب والدول العربية من المحيط إلى الخليج العربي والاسلامية في افريقيا وآسيا كتب عليها الشقاء والتعب... عدم الراحة والاستقرار ... عدم الأمن والأمان في الأوطان من أدعياء تجديد الدين بالقوة والترهيب بدلا من الترغيب مما أصبحنا مهاجرين غرباء فى أوطان الغير غصبا عن الإرادة نظير النجاة بالنفس والعيش فى أمان بدون قلق...
أصبحنا بلا كيان ولا هوية بدون جذور وروابط روحية تربطنا بالأرض حتى نفخر ونرفع رؤوسنا أننا مواطنين أصليين نابعين منها حتى نستطيع إثبات الوجود ونتكلم عن الاخطاء أو المظالم التي قد تحدث لنا بأي سبب تافه كان في الدول المضيفة ... بدلا من الخوف من إلغاء الاقامات والطرد للبعض انهم غير مرغوب في بقائهم فى أية لحظة كانت نظير الشك والاتهامات الباطلة لأننا عرب مسلمون ممكن نكون إرهابيون في الظلال خلايا نائمة عندما نتجاوز الحدود في بعض الاحيان عفويا نتيجة عدم المعرفة للقوانين بدون قصد .
انني لا اعرف كيف أبدأ فالأمور اختلطت الغث مع السمين واصبحت في متاهة كبيرة تائها غير قادر على الوصول لبر الأمان مهما عملت وحاولت... ففي الآونة الاخيرة زرت الكثير من الدول العربية ووجدتها مستقرة نوعا ما على السطح الظاهر لعديمي الفهم من العامة نظير القبضة الحديدية من مختلف ادارات الأمن بحجج الحفاظ على سلامة الاوطان والحكام من أدعياء تجديد الدين الذين عاثوا الفساد في الحرث والنسل بدون اى وجه حق .
الذى يحدث في أوطاننا لا يصدق ولا يهضمه العقل مثل الخيال الباحث والمدقق يصاب بالذهول عن التردي والضياع الذي يشوب معظمها نظير لعنة عصر العولمة حيث في الواقع المرير والخفايا ووراء الستار تحت السطح تغلي وتفور في القاع ... البركان جاهزا للإنفجار في اي لحظة نظير الغلاء وتردي الاوضاع الفقر والاحتياج وضياع الكرامة وتسلط الخوارج المارقين بإسم الدين !!!
الشعوب العربية الاسلامية تريد ان تنهض من الكبوة وترجع إلى الأمجاد السابقة التي حققها الأجداد منذ اربعة عشرة قرنا مضت ايام بدايات الاسلام عندما كانوا يدا واحدة متحدين متآزرين، ولكن نظير الانقسامات التفرق والتمزق الذي حل على الأكتاف نظير المؤمرات العديدة من أعداء الامة والدين في وطن كبير ذو مساحات خيالية وثروات رهيبة وملايين البشر المقيمين يعانون الفاقة والشقاء.
جميع الامور والمزايا به وفيه للوحدة والتلاحم مع بعض يدا واحدة حتى يتقدم وينهض على أسس سليمة لو ترك في حاله من تدخل الأيادي السوداء للقوى الخفية العالمية والمحلية والأطماع في السلطة والمال الحرام وزرع الفتن ضمن مخططات مدروسة من أساطين الشر والنتيجة بديهية، التشرذم والمعاداة الجار للجار والأخ لأخوه على حب النفس بحيث تغيرت المعادلة إلى الأسوء .
كل يوم جديد يمر على الامة العربية الاسلامية تغوص في المستنقع العميق الضحل نظير بروز كيانات خوارج مارقة تطالب بتجديد الدين الإسلامي إلى الأصلح في نظرها بمفاهيم خاطئة بإتخاذ العنف وسفك الدماء عشوائيا وسيلة للهداية بدل الترغيب بالحوار والمنطق كما يدعو ديننا إلى السلام والرفق بالبشر والاقناع بالحوار والمنطق.
بل بالقوة المفرطة وإشاعة الارهاب والقتل والاغتيال الظالم مع المظلوم مما مع كثرة الممارسات الخاطئة اليومية والجهل والتعصب الأعمى من أدعياء العلم الجهلة حادت أطروحاتهم وأحلامهم عن الطريق السوي وأصبحت لها مفاهيم اخرى ضارة حسب المقولة ( كل إناء بما فيه ينضح ) نظير عدم التحضر والسمو وحب النفس لدى الكثيرين من الزعامات الهشة الشريرة مما اصبحنا في هذه الحال المؤسفة بالقاع غرقى غير قادرين على انقاذ انفسنا والنجاة.
سبحانك رب العالمين على قدرنا المحتوم الذي مهما حاولنا الخروج من دوائر الاتهامات بالإرهاب من الآخرين لا نستطيع تغير اي امر منه بدون عون ومساندة طالبين رحمتك ومغفرتك وهداية نفوسنا الضالة للطريق القويم السوي حتى تستقر وتهدأ وتنهض من الكبوة التى حلت على أكتافنا غصبا عنا، حيث كل يوم يأتي بجديد من الامور الشريرة التي يعجز الانسان عن المتابعة من كثرتها مهما حاول الفهم لا يستطيع .
المصائب تتوالى على الدول الاسلامية والعربية تباعا الواحدة وراء الاخرى ابتداءا من دولة اندونيسيا في أقصى الشرق الأقصى الذي بها اكبر تجمع أسلامي يفوق أية دولة اسلامية اخرى في العدد، وإنتهاءا بأصغر دولة اسلامية في غرب افريقيا نظير التبشير المكثف بديانات اخرى تتلاءم مع افكار شباب اليوم الحائر وتطلعاتهم إلى الانحلال والفساد وتغيير الكثير من الأسس الإلاهية بقوانين بشرية وضعية وعدم إتباع الدين القويم لدى الكثيرين من المسلمين في طرق حياتهم ومعاملاتهم في المجتمعات العديدة جعل الشكوك والاتهامات تزداد، بدلا من ان يصبحون قدوة وعناوين للغير الاقتداء بهم .
بل الفئات الخوارج المارقة إستغلت الامر وعاملت الجميع بدون علم ولا فهم انهم بشرا أبرياء ومن حقهم الحياة كرام وأن الايمان يأتي عن طرق الترغيب والسلاسة في القول والفعل حتى يثقون ويتذوقون حلاوة الايمان مع الوقت وتصبح لديهم الرغبة في اتباع او اعتناق الاسلام ، بل عاملتهم بوحشية على انهم مرتدين بالقوة والعنف مما حسب الإحصائيات التي تقول في اندونيسيا انه يرتد عن الدين الإسلامي عشرات الألوف سنويا بدلا من الهداية والاعتناق للدين.
وآحد الأشياء التي شاهدتها شخصيا في صفحات الفيس بوك صورة وصوت وأنا لا استطيع التصديق من المفاجئة حيث في اندونيسيا حفلة اوبرا كبيرة على مستوى عال من الأبهة والتنظيم للأسف جوقة موسيقية من عشرات العازفين وهم في أحسن وأبهى لباس وثياب عصري متأنقين يعزفون في الألحان كالسمفونيات العالمية واحد المغنيين في الوسط وهو يرتل ويغني بالقرآن الكريم وكأنه ضمن اوبرا من الأوبرات المشهورة والعشرات من المشاهدين بلباس السهرة حاضرين يستمعون بإهتمام للألحان.
ولا احد من مسئولي المشايخ في العالم العربي الإسلامي من الازهر الشريف او من دار الفتوى بالسعودية وسوريا ولبنان أو مرجعيات النجف بالعراق أو قم بإيران يتصدى لهذه البدعة والتغيير اذا كانوا على حق أو ضلال بالمنطق والعقل ضمن اصول الشريعة والدين.
عند المراجعة لبرامج صفحات الفيس بوك ومشاهدة الصور الشنيعة يذهل الانسان في بعض الاحيان عند مشاهدة أجساد الضحايا في العراق وسوريا الموتى قتلى من جميع الفئات نظير التناحر والاشتباكات الدموية والصراع على السلطة مرميين على جوانب الطرق وكأنهم فضلات قمامة وقذارة بدون أي احترام للموت والدفن السريع لأن المعايير ضاعت والنفوس تغيرت نظير الأحقاد والحسد وإتباع خطوات الشيطان الرجيم.
عندما أشاهد صور العشرات من الرجال مغمى عليهم عراة من طوائف اخرى غير مسلمين في الموصل بالعراق تم ختانهم بالقوة من فئات مارقة وبدون اي تخدير يتألمون، تحت غطاء الدين الإسلامي وبإسمه من جهلة متعصبين لخلق الفتن ودس سموم الفرقة، الذي الدين الحنيف لا يأمر بهذه المآسي والمخازي براء من الفاعلين دنيا وآخرة ، تجعلني أتساءل مع النفس في مرارة وتقزز أى شريعة او دين يأمر بمثل هذا العمل الشنيع الغير إنساني.
او الذبح للشباب الأسرى كما تذبح الشياة بدم بارد وترديد الهتاف بإسم الله أكبر وقت النحر والتنفيذ عن جهل والله تعالى يأمر في جميع كتبه السماوية والشرائع والقوانين الأرضية الاحترام والرفق بالأسير والمعاملة الحسنة له حتى يتم الإفراج عنه مما يجعل الانسان الكريم يتقزز من المناظر المؤسفة الحزينة.
عندما يقتل يوميا عشرات الشباب في عمر الزهور في مدن ليبيا طرابلس وبنغازي ودرنة بدم بارد وعلى الهوية نظير الصراع الدموي بين الأخوة على السلطة والمال الحرام مال المجتمع مال الابرياء للنهوض وإعمار الوطن والبناء والتشييد ، بدلا من صرفه فى غير طاعة الله تعالى على التعصب الفارغ وإحياء العصبيات القبلية والجهوية وشراء السلاح والنفقات العسكرية التي يتم الصرف عليها بأرقام خيالية ناسين ومتناسين ان الله تعالى موجود في الوجود حي لا يموت عين يقظة ساهرة لاتنام تراقب في صبر المجرمين.
وكل مجرم آثم دعي مهما ارتدى من أقنعة مزيفة للضحك على الذقون وادعى الوطنية والحب والولاء للدين حتى يبهر الآخرين الأبرياء الغافلين البسطاء وعاث الفساد مهما طال الوقت له نهاية يوما وسيدفع الثمن الغالي حيث لا نجاة من غضب الله عز وجل سواءا بالدنيا ام بالآخرة.
للأسف العالم الآن يمر بأزمات كثيرة بدون حدود نتيجة استعباد الانسان لاخيه الانسان ضمن مفاهيم براقة وخداع ويمشي بسرعة في طرق الهلاك والنهاية والشعوب تحفر في قبورها بيدها نظير عوامل وامور عديدة تحتاج للكثير من الشرح والحياة اصبحت صعبة حسب المقولة الشعبية (العيشة شرق والعملة ورق ) والكثيرون من البشر بإلكاد قادرين على العيش الشريف نظير الهرج والمرج وتكالب قوى خفية عديدة محلية وعالمية تحت مسميات وشعارات جميلة وحلوة وهى في الواقع المرير كمن يدس السم القاتل الزعاف في العسل حتى الضحايا تتناوله عن رغبة وبقناعة بدون ان تحس.
كان الله تعالى فى عون الابرياء البسطاء المظلومين بدل البكاء على الضحايا المغدورين يوميا أثناء تشييع الجنائز إلى المقابر التي زادت عن الحد او في بيوت العزاء وترديد الكلام الفارغ والمهاترات بدون عمل جاد موحد ضد الخطر الارهابي والوباء القاتل مثل الطاعون ويحاربونه بجميع الطرق والوسائل المتاحة بدل التستر عليه قبل ان يشتد عوده ويستفحل عندها البلاء سوف يستمر إلى ماشاء الله تعالى من وقت .
حتى تستيقظ الشعوب والحكومات الغافلة عالميا وتنسى الخلافات وتتعاون مع بعض بقوة يدا واحدة لدرء الخطر القادم وإستئصال المرض الخبيث السرطاني بسرعة طالما مازال بعض الوقت للإنقاذ والنجاة وتصد الإعصار المميت بكل الوسائل حتى ينجحون ويهدأ العالم لفترة زمنية اخرى في أمن وأمان وسلام.
حيث جميعنا، جميع الشرائح والفئات مهما حدث بيننا من صراعات وتناحر على إثبات الوجود في ليبيا مسلمون بالطبيعة حتى النخاع نؤمن بالواحد الأحد الله عز وجل عن قناعة ولا احد منا مهما كان كبيرا أم صغيرا يكره تطبيق الشريعة بالحق والأصول الربانية الإلاهية، إلا الكافر أو الضال والمرتد والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط